"العباسي" و"التوفيقي".. أشهر مسجدين ببورسعيد يستعدان لاستقبال الشهر الكريم (صور)
تضم محافظة بورسعيد عددًا من المساجد التاريخية التي تستقبل المُصلين في شهر رمضان، حيث تعد من الأماكن التي تزخر بالمصلين خاصة في صلاتي التراويح والفجر، وعلى رأس هذه مسجدا التوفيقي والعباسي.
المسجد التوفيقي يرجع تاريخ تأسيسه إلى عصر الدولة العباسية في عام 1882 ميلادية، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى الخديوي توفيق الذي أنشأ المسجد في عهده.
وجاء قرار الخديوي توفيق بإنشاء المسجد عند زيارته لبورسعيد عام 1881 ورؤيته مسجد القرية بعد ما لمس مدى ما يعانيه المصلون من المشاق في وصولهم إليه والصلاة به، فأصدر أمرًا إلى ديوان الأوقاف بإنشاء مسجد آخر.
ويعتبر المسجد التوفيقي بمثابة منارة للتعبير عن الرأي، فلقد انطلقت منه التظاهرات المطالبة بالحرية خلال سنوات مقاومة الاحتلال، وكذلك أثناء تصدي شعب المدينة الباسلة للعدوان الثلاثي عام 1956.
كما انطلقت منه التظاهرات خلال ثورتي 25 يناير و30 يونيو.
ويعتبر المسجد التوفيقي من أشهر مساجد المحافظة التي يتوافد عليها المصلون من أحياء بورسعيد كافة، لأداء شعائر صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك، كما تتزين الشوارع المحيطة به بزينة رمضان والأنوار ابتهاجًا بالشهر المبارك.
أما المسجد العباسي فأنشئ بقرار من الخديوى عباس حلمى الثانى عام 1904 ميلاديًا الموافق 1322 هجريًا، وتم تخصيص 4000 متر لبنائه.
كما تم إرسال المهندسين من قبل الأوقاف الذين قاموا ببنائه على عشر المساحة المخصصة، ليكون المسجد الثانى ببورسعيد بعد إنشاء المسجد التوفيقي، وتم افتتاحه عام 1905 بحضور مدير الأوقاف ومحافظ القنال محمد محب باشا، ووقاضي بورسعيد الشرعى وكبار رجال الإدارة والأعيان وبعض ممثلى قناصل الدول وعين الخديوى الشيخ عبد الفتاح الجمل إمامًا للمسجد.
المسجد بجانب استقباله المُصلين في شهر رمضان، فإن له تاريخ وطني هو المسجد الرسمى الذى يقيم فيه جمال عبد الناصر الصلاة عند زيارته لبورسعيد بأعياد النصر، وكان يحتمى فيه الأهالي والفدائيين أيام العدوان الثلاثي، وتعرضت المنطقة المحيطة بالمسجد للدمار والهدم بدبابات وطائرات العدو وظل هذا المسجد البناء الوحيد المكتمل بالمنطقة.
وتكلف مديرية أوقاف بورسعيد أفضل الخطباء وكذلك الأئمة للصلاة بالمسجدين، لأهميتهما حيث يستقبلان الآلاف من شعب بورسعيد على مدار الشهر الكريم.