6 رمضان.. المعتصم يحاصر عمورية ردًّا على استغاثة "شراة العلوية"
في 6 رمضان 223 هـ الموافق 1 أغسطس 838م بدأ حصار مدينة "عمورية على يد الخليفة المعتصم بالله، ثامن الخلفاء العباسيين وهو الحصار الذي انتهى بفتح عمورية 17 رمضان 223هـ الموافق 12 أغسطس 838 م، وكانت عمورية من أقوى الحصون الحربية الرومية.
في الخلفية التاريخية لفتح عمورية نجد أنه كان ردًّا على إغارة ملك الروم "توفيل بن ميخائيل" على المدن والقرى الإسلامية في الثغور وأخذ يقتل ويأسر، ومن بين هذه المدن وقد هاجمت قوات الروم حصن "زبطرة" وقتلوا عددًا كبيرًا من أهلها، وأسرت نساءها المسلمات.
وكان من بين اللواتي أسرن امرأة هاشمية تُدعى "شراة العلوية"، وقد قيل إنها عندما وقعت في الأسر صاحت بأعلى صوتها مستغيثة قائلة "وااامعتصماه"، فلما علم المعتصم ذلك سيّر جيشًا إليها تلبية لاستغاثتها.
وفي رد قوي من المعتصم على ما فعله الروم قرر فتح عمورية أقوى حصون الروم في ذلك الوقت، فاتجه إليها، وعلى الرغم من أن المنجمين حذروه من مغبة ذلك وتنبأوا للمعتصم بالهزيمة إلى أنه لم يبال بذلك وحاصر عمورية في مثل هذا اليوم حتى تمكن من فتحها 17 رمضان 223هـ الموافق 12 أغسطس 838 م.
وبعد الفتح وكذب تنبؤ المنجمين وانتصار المعتصم أنشد أبو تمام عن ذلك قوله:-
السيف أصدق أنباء من الكتب/ في حده الحد بين اللعب والجد
بقي أن نقول إن هجوم الروم على ديار الإسلام كان بتحريض من بابك الخرمي الذي أعلن التمرد والخروج على الدولة العباسية لمدة عشرين عاما، فقد اتصل الخرمية بـ"توفيل بن ميخائيل"، وأغروه بمهاجمة الخلافة العباسية، التي انشغلت بقتالهم، وهو ما قد كان سببًا في فتح عمورية على يد المعتصم.