أسباب حكم الإعدام على سفاح الجيزة.. وسر مكرونة الانسجام للتخلص من صديقه رضا (مستند)
أودعت محكمة جنايات الجيزة المنعقدة بجنوب القاهرة، برئاسة المستشار عماد عطية أمين وعضوية المستشارين وائل أحمد إدريس ويحيى عادل صادق، حيثيات حكمها بإعدام المتهم القذافي فراج عبد العاطي والمعروف إعلاميًّا بـ" سفاح الجيزة"، في قتل صديقه "رضا".
وأودعت المحكمة حيثياتها في القضية رقم 3066 لسنة 2021 قسم شرطة بولاق الدكرور، والمقيدة برقم 38 لسنة 2021 كلي جنوب الجيزة، الدعوى المدنية المقامة من المدعين بالحق المدني ضد القذافي فراج عبد العاطي، حيث تبين من تحقيقات النيابة العامة مع المتهم المذكور، أنه في غصون شهر أبريل من العام 2015، بدائرة قسم شرطة بولاق محافظة الجيزة، قتل المجني عليه رضا محمد عبد اللطيف، عامل، مع سبق الإصرار والترصد، بأن بيت المتهم النية وتفكر بالروية وعقد العزم المحقق على إزهاق روحه.
وأضافت الحيثيات، أن المتهم انتظر قدوم المجني عليه إلى وحدة سكنية واقعة لسيطرة المتهم، وتيقن حضوره لها وأعد لجرمه سلاحًا "أداة حديدية"، وخلال مجالسته للمجني عليه لتناول الأطعمة سويًّا، لم يكن ينتوي مجلسًا آمنًا، وعلى حين غرة سدد له طعنات غادرة قاسية على رأسه دون توقف أو إمهال حتى فارق الحياة وفاضت روحه إلى بارئها، محدثًا ما به من إصابات حسب ما بينه تقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياته.
سفاح الجيزة
كما تبين أن المتهم، أحضر قطعة قماش ولف بها رأسه لوقف نزيف الدماء وأسرع إلى إحضار حبل وكبّل يديه وساقيه مثل الجنين، ووضعه داخل حقيبة أعدها مسبقًا لإخفاء جريمته، وقام باستئجار عمال وسيارة نصف نقل حتى يتمكن من نقل جثمان المجني عليه الموجود بداخل الشنطة إلى المسكن الكائن في 16 شارع أبناء سوهاج، بعد أن أوعز للسائق أن بداخل الحقيبة قطع رخام يرغب في نقلها للشقة سالفة البيان، ثم قام عقب ذلك بتأجير عمال حفر، وحفر داخل غرفه تقع من ناحيه اليسار بالشقة بعد أن اقنعهم بوجود مشكله في الصرف وأعمال السباكة.
وبعد انصراف العمال من الشقة قام بفتح الشنطة وإلقاء المجني عليه بداخل الحفرة، وتغطيته بسجادة حمراء اللون، ثم ردم الجثة بالتراب المتخلف من الحفر مثل الغراب الذي وارى سوءة أخيه، ووضع صبة أسمنتية عليه بمعرفته، واستاجر بعد ذلك أحد العمال، وقام بتبليط الغرفة بالسيراميك، كما فعل المتهم بضحيته الأولى نادين السيد، بالقرب منه بالغرفة على يمين ذات الشقة ثم أخبر أهلية المجني عليه، بأنه ألقى عليه القبض بمعرفه الأمن الوطني في أحد المظاهرات، ووضع صورته على كارنيه قديم للمجني عليه، وانتحل اسمه وصفته، وذهب للإسكندرية وأقام فيها ينشر الفساد ويستحيي النساء ويخلق الأنساب.
كما تبين أن المتهم متزوج من الدكتورة نهى زكريا باسم المجني عليه رضا محمد علي؛ كونه مهندسًا، وأنجب منها طفلة قيدها بالاسم المنتحل، وقام بسرقة والدها الذي حرك الدعوى الجنائية قبله، لقيامه بسرقه كمية كبيرة من الذهب المبلغ عنه، ونفذ العقوبة بالسجن "الحضرة" وقد كشف الله ستره وتوصل زكريا عبد الستار إلى أثر المتهم حينما اكتشف أن المتهم ينتحل اسمه وصفة المجني عليه وأنه قذافي فراج، حيث تبين قيامه بإجراء عمليات تجميل أخفت شكله، وأوصل تلك المعلومة إلى النيابة العامة التي سبقت وأن أصدرت أمرًا لمعرفة الفاعل في مقتل كريمته فاطمة زكريا التي أخفض المتهم مثواها.
وقرر المتهم قذافي فراج تفصيلا، باستجواب النيابة العامة بقتل المجني عليه بمحضر جمع الاستدلالات وتحقيقات النيابة العامة، أنه تربطه بالمجني عليه علاقه صداقة منذ الصغر في المرحلة الإعدادية حتى الجامعية، والتحق بكليه الحقوق وصديقه بكلية الهندسة وذهب كل منهما في عمله، حيث سافر صديقه للعمل مهندسا بالسعودية، ولكنه لم تنقطع اتصالاتهم بل تقرب لقيامه بإدارة أعماله الخاصة بالمجني عليه وشقيقه بالأموال التي يرسلها الاثنين إليه لإدارة شئونهم.
ونظرًا لنشوب خلافات مالية بينهما بسبب عدم تحمل المجني عليها الخسائر التي نجمت عن العمل، والذي أخره بها للاستيلاء على أمواله، وحينما أخبره المجني عليه بقدوم إلى القاهرة استقبله في المطار واصطحبه إلى الشقة التي اعتاد البقاء فيها فترة إجازته والتي قام بتشطيبها والكائنة في شارع عبد الرحيم من شارع علي بن أبي طالب منطقه فيصل التابع لقسم شرطة بولاق الدكرور محافظة الجيزة، حينما طالبه المجني عليه بأحقيته في أمواله ورفض تحمل الخسائر عقد العزم وبيت النية في التخلص منه على حد قوله وقدم له الطعام الذي يشتهيه "مكرونة الانسجام" وأزهق روحه.