مرممو آثار المتحف المصري الكبير يكشفون طريقة ترميم القطع في المعامل (خاص)
كشفت إسراء محمود عبد المنعم، أخصائي ترميم بمعمل الآثار غير العضوية بالمتحف المصري الكبير، أصعب قطع توت عنخ آمون ترميمًا قبل عرضها في السيناريو الخاص بها.
وأوضحت في حوارها لـ“القاهرة 24” داخل معمل الترميم، أن هناك قلادة من قلادات توت عنخ آمون وتعتبر من أصعب القلادات ترميمًا، بسبب كثرة ما بها من خرز من اللوان أزرق وأحمر وحلقات الذهب، مشيرة إلى أن ترميم القلادة كان بمساعدت لوحات مكتشف المقبرة “هوارد كارتر” والذي موضح بها شكل القلادة بالتفاصيل وبالألوان.
وتابعت، أن القلادة بها مجموعة من الجعارين الخاصة وتدعي باللغة المصرية “خبر”، ومصنوع من اللازورد والعقيق، وترتيب الخرز بالقلادة كما هو موضح بالصورة ويبدأ “أحمر، أزرق، أزرق غامق، تركواز”، وفي ظهر القلادة يوجد تفاصيل القلادة باللغة المصرية القديمة بالتفصيل.
وأشارت إلى أن هناك نوعية من الخيوط تم استخدامها في ترميم القلادات ووضع الخرز وهو نوع يسمي “بوليستر"، لافتة إلى أنه "في بداية الترميم كنا نستخدم خيط يشبة خيط السنارة ولكن كشفنا أن هذا الخيط أفضل من خيط السنارة فعملنا على إعادة تغيير الخيط في جميع القلادات".
ومن جهته أضاف محمود فتحي عبد الله، أخصائي ترميم المعادن بمعمل الآثار غير العضوية بالمتحف الكبير، أن يتم ترميم الآن داخل معمل المتحف طبقين من الفضة يعودان إلى العصر المتأخر، مشيرًا إلى أن قبل الترميم تم دراستهما قبل ذلك وتم عمل فحص بصري لهما.
وتابع عبد الله، أنه أثناء ترميم الطبقين يتم إزالة التكلسات الموجودة عليهما، وقبل الترميم يتم دراسة التكلسات لتحديد نوع المادة المعالجة، وأظهرت الفحوصات أن التكلسات على الطبقين هى مادة “كلوريد الفضة” وهي مادة خطيرة جدًا على الأثر.
وأشار إلى أن العملية الأمنة لتنظيف الأثر هو التنظيف الميكانيكي ورغم ذلك يحتاج إلى وقت أطول لكنة طريقة آمنة ويتم استخدام بعض الأدوات لازالة طبقة التكلسات مثل المشارط وغيرها وبعد إزالة هذه الطبقة تظهر طبقة تسمي بـ “المادة الحامية للأثر” وهي مادة غير ضارة للأثر.
أما أسماء عبد المعطي المسئولة عن ترميم الفخار، قالت إن مجموعة الفخار بالمتحف الكبير عند بدأ الترميم بها كانت في حالة سيئة للغاية ولكن تم ترميمها بشكل جيد وبمواد جيدة.
وأضافت عبد المعطي، أن أكبر عملية ترميم بالفخار هى عملية الاستكمال وجميعها قادم من المتحف المصري بالتحرير، وتعود إلى الدولة الحديثة، مشيرة إلى أن عملية الترميم تدعيمية وليس تجميلي ويمكن إزالت المواد المستخدمة في الترميم في أي وقت عند ظهور مواد ترميم حديثة وعند الإزالة تكون غير ضارة بالأثر تمامًا.