"الشمس هلّت بالأمل على الشقيانين".. فتحية: "ابني عمل حادثة وبنزل أبيع ترمس ومناديل عشانه" (صور وفيديو)
"الشمس هلّت بالأمل على الشقيانين، يسعد صباحكم كُلكم يا شغالين، يا ولاد بلدنا من جنوبها لشرقها، يا مشمرين عن السواعد كُلها، الشمس طالعة بابتسامة الأمل شُعلة ياقوت زي الخدود وقت الخجل بتقول يا نايم قوم بدأ وقت العمل".. قد توصف كلمات من أغنية طلع الصباح، للشيخ إمام، قصة كفاح لسيدة فيومية تجلس تحت لهيب الشمس يوميًا لتعول نجلها الذي تعرّض لحادث سير، في ريعان شبابه، تسبب في تركه للعمل بعد أن كان شعلة نشاط.
وفي عيد العُمال الذي يوافق 1 من مايو كل عام، التقى "القاهرة 24" السيدة "فتحية" بنت مدينة الفيوم لنسلط الضوء على قصة كفاحها.
تحت لهيب الشمس ودرجة الحرارة المرتفعة وفي شهر الصيام، تجلس هُنا، فتحية مُحي الدين، في إحدى نواصي مدينة الفيوم، لتبدأ عملها مُنذ الصباح الباكر، من أجل أن تعود إلى منزلها بقوت يومها، لتعول نفسها ونجلها بعد تعرّضه لحادث أليم.
تشدّ رحالها "فتحية"، وتستعد للعمل مُنذ التاسعة صباحًا كُل يوم، وجهها البشوش دائمًا قد يطلُ منه النور، رغم الظروف التي تحاوطها، إلا أن الابتسامة لا تفارقها، وقد تظن أنها تملك الدنيا بأكملها، تفترش فرشتها المُميزة وتبدأ أن تضع أمامها "الترمس" وتجهزه، ثم ترص "علب المناديل"، وأحيانًا قد "تشوي الدُرة"، قد تحاول جاهدة أن تزيد من دخلها بالرزق الحلال، وتنتظر المارة بالطريق.
تعوّد الست "فتحية" إلى منزلها عقب آذان المغرب، لتفطر مع نجلها وتحضر له الإفطار، ثم تعوّد مجددًا للعمل من بعد الإفطار وحتى الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل، من أجل مساعدة نجلها الشاب، "محمد"، الذي يبلغ من العُمر 27 عامًا، الذي يجلس قعيدًا داخل منزله في ريعان شبابه، إثر تعرضه لحادث أليم مُنذ عامين، أثناء قيادته الموتوسيكل.
قالت فتحية مُحي الدين: "أنا مش عاوزة حاجة، أنا عاوزة ابني بس، ابني كان راكب تروسيكل وتعرّض لحادث مُنذ عامين، ومن وقتها في البيت، وأجرى 4 عمليات منهم عملية تثبيت رُكبة".
وفاة الزوج
وأضافت مُحي الدين: "زوجي توفي في 30 يناير الماضي، ترك لي اثنين من الأبناء، كان يُساعدني في مصروفات المنزل ومساعدة وعلاج نجلي، كنت أعمل وهو على قيد الحياة، كنا بنساعد بعض عشان نعيش وعشان نجلنا"، لكن حاليًا أخوض معركة العمل بمفردي، لأن نجلي يجلس راقدًا على سريره، لم يتحرك كثيرًا في المنزل، ولا يستطيع العمل الشاق، وقبل الحادث كان لديه ورشة ميكانيكا، وكان يتحمل مصروفاته واحتياجاته، لكن حاليًا لا يستطيع العمل، ومعاشي لا يكفينا، ومكسبي من المناديل والترمس لا يكفينا أيضًا".
وتابعت السيدة فتحية: “نجلي لا يستطيع العمل والتحرك، بعد الحادث، وقد أجرى 3 عمليات في مستشفى الفيوم العام، كما أجرى عملية رابعة في القاهرة من قِبل أهل الخير”.
العمل تحت لهيب الشمس
وقالت فتحية: "العمل تحت لهيب الشمس، ودرجة الحرارة المرتفعة، مُتعب جدًا، بكسب 15 جنيه في اليوم هتعمل لابني وأنا إيه".
وفي عيد العُمال، تمنّت السيدة فتحية قائلًا:"مش عاوزة حاجة غير ابني، وأريح ابني اللي راقد في البيت أولًا، أنا مش ضامنه أعيش له، أبوه كان موصينا وفجأة مات، ابني راقد في البيت مركب حديد وعامل تثبيت ركبة، عاوزة معاش شهري، أو مشروع لابني يعيش منه ومش عاوزة حاجة تاني من الدنيا".
واستكملت، "ابني نفسه يكون عنده، كشك لبيع المشروبات الساقعة، أو فاترينة سجائر، عمل خفيف يناسب حالته الصحية حاليًا، وأنا ست مش عارفة أعمل لابني حاجة، غير إني أنزل اشتغل، لكن نفسه يكون عنده مشروع، لأنه شاب صعب يقضي عمره كله في البيت، ومالوش أشقاء له غير ابنة واحدة متزوجة".