استجابة لوصية الفدائي محمد مهران... محافظ بورسعيد يعلن إقامة صلاة الجنازة بساحة المسجد العباسي
أعلن اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، إقامة صلاة الجنازة علي الراحل الفدائي البطل محمد مهران، في ساحة المسجد العباسي، وذلك استجابة لوصية بطل من أبطال المقاومة الشعبية.
وأشار الغضبان، في تصريحات خاصة لـ "القاهرة 24" أن صلاة الجنازة ستكون عقب صلاة الظهر من ساحة المسجد العباسي، وستكون في ظل إجراءات احترازية مشددة، وذلك تكريماً للبطل محمد مهران، وتنفيذاً لوصيته.
هذا وقد نعى اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، ببالغ الحزن والأسى بالنيابة عن أبناء المحافظة والأجهزة التنفيذية، وفاة الفدائي البطل محمد مهران، فدائي مدينة بورسعيد الباسلة وبطلها خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، داعيا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمتة وأن يلهم الأسرة الصبر والسلوان.
وأكد محافظ بورسعيد أن البطل محمد مهران رحمه الله يحظى بمكانة خاصة في قلوب الأهالي، وأن بطولاته وتضحياته من أجل الوطن سوف يسجلها التاريخ على مر العصور والأجيال وسيظل مبعث فخر لأجيالنا القادمة، وأضاف أن تسمية أحد مشروعات الإسكان باسم البطل هو أقل شيء يمكن تقديمه له عرفانا وتقديرا بدوره البطولي والفدائي.
ويعد البطل محمد مهران هو قائد المقاومة الشعبية ببورسعيد وأنه سقط على يديه العديد من جنود الاحتلال، واقتُلعت عيناه بيد الإنجليز، وخلده التاريخ، لما قدمه من بطولات وفداء، لتحرير الأراضي المصرية من الاحتلال.
كان محمد مهران قائداً للكتيبة الثانية حرس وطني، وصدرت له الأوامر بالتوجه إلى شمال غرب بورسعيد، وتحديداً بمنطقة "الجميل"، للدفاع عن مدخل المدينة الغربي، والمطار، وكوبرى الجميل، من أيدي العدوان الغاشم، وهو ابن الـ18 عاماً. شارك محمد مهران في الكفاح الشعبي ضد الدول المعتدية علي مصر، حيث شارك في مواجهة أول إسقاط للمظلات على بورسعيد، وتصدى البطل لعملية تبادل إطلاق النيران، وسقط على يديه الكثير من جنود الاحتلال.
ألقت قوات العدو القبض علي البطل البور سعيدي محمد مهران، وذلك بعد ما بادر بإلقاء قنبلتين علي القوات، وأثناء اختبائه في حفرة، وإطلاق النيران من مدفعه الرشاش، وقاموا بالتنكيل به وتعذيبه.
حاولت قوات العدو أثناء العدوان الثلاثي بأن يحصلوا من محمد مهران على معلومات عن الفدائيين إلا أنه رفض فاقتلعوا إحدى عينيه، وعرضوا عليه أن يدلي بحديث للإذاعة يؤكد فيه أن السياسة المصرية فاشلة، وأن الشعب مرحب بالاحتلال، إلا أنه رفض، فقاموا باقتلاع العين الأخرى، ليقضي مهران حياته كفيفاً بعدما قدم عيناه فداء للوطن.
"خذوا ما شئتم.. انزعوا عيني، لكن والله لن تنزعوا وطنيتي، ولن تنالوا من حبي لوطني الذى يسرى في دمائي ودماء كل المصريين"، بهذه الكلمات كتب “مهران” تاريخ مشرف لبطولة الشعب المصري، ولقن العدو درساً في الوطنية وحب الوطن، حتى أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قام بزيارته وأثني على موقفه البطولي.