بعد حملة "لا لسداد ديون الغارمات".. أحمد كريمة: إيصالات الأمانة مخالفة للشريعة
تداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي بالتحديد "فيس بوك" منشورات تتناول حملة ضد سداد ديون الغارمات بسبب زواج بناتهن تحت عنوان "بلاش فشخرة اتقوا الله، ومعندناش مشكلة في الحبس لأن انتوا اللي عملتوا في نفسكم كدة"، بتلك الكلمات عبر بعض المتطوعين في الأعمال الخيرية عن غضبهم للرسائل التي تُرسل إليهم من خلال الفتيات اللاتي تزوجن ولكن يردن من ينقذ أمهاتهن المهددات بالسجن بسبب ما عليهن من إيصالات أمانة تم إمضائها كي يستطعن شراء جهاز العروسة.
وقال بعض المتطوعين في الأعمال الخيرية، إننا لن نقبل أية حالات غارمات بسبب جهاز بناتهن، مع توجيه سؤال للفتيات اللاتي يطلبن إنقاذ أمهاتهن: "وانتي ملحقتيش والدتك ليه؟ وحملتيها فوق طاقتها لما طلبتي من كل حاجة 2 ده غير الحاجات اللي ملهاش لازمة؟".
وأكدوا أن لديهم الكثير من الأولويات الأخرى مثل مساعدة المرضى الغارمين، أو الأشخاص الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية، أو حتى الأشخاص الذين يحتاجون إلى بيوت وغيرهم أهم من غارمات جهاز العرائس.
أسئلة استنكارية كثيرة أثارت جدلًا واسعًا بين مؤيد ومعارض لتلك الحملة، حيث ظهرت الكثير من ردود الأفعال التي وصفتهم بالقسوة وعدم شعورهم بمأساة غيرهم، وأوضحت بعض الردود أن الغارمات يجب أن تشملهم التبرعات التي يُخرجها البعض خالصة لوجه الله لا يسأل من يستحق ومن لا يستحق.
وعليه، قالت دينا محمد مدرس بكلية العلوم جامعة عين شمس والمتطوعة في بعض الأعمال الخيرية، إنها تقوم بمساعدة الغارمات قدر استطاعتها، ووجدت أن هناك بالفعل الكثير من الأمهات والآباء أيضًا يريدون تجهيز بناتهن بشكل مبالغ فيه حيث وصفت ذلك بـ"البزغ"، ففي بداية مشوارها في مساعدة المحتاجين لتجهيز بناتهم تفاجأت بمن طلب من كل شيء اثنان، مثل الغسالة والثلاجة والبوتاجاز، كما أن هناك من طلب جهاز "ميكرويف" و"ماكينة لصنع القهوة" تلك الأشياء التي تعد غير ضرورية على الإطلاق، بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من المفروشات والملابس.
وأضافت دينا لـ"القاهرة 24"، أنها رفضت أن تأتي بمثل تلك المشتريات واكتفت بالأساسيات فقط، لأن بثمن تلك الأجهزة تستطيع أن تساعد مرضى محتاجين.
ولكن عند سؤالها عن المنشورات المنتشرة المتعلقة بعدم مساعدة الغارمات، أكدت أنه يمكن حل الأمر بشكل آخر وهو معرفة النواقص لدى الفتيات ومحاولة جلبها بأنفسهم مع ضرورة عمل حملات توعية للغارمات أو غيرهم تُدعم فكرة كل ما هو بسيط جميل، أي نعرفهم هم وغيرهم أن لعمل بيت للزواج به يجب أن نكتفي بالأساسيات فقط ولا نتطرق إلى أشياء أخرى باهظة ومُكلفة.
وأشارت دينا إلى أن الأمهات اللاتي تم سجنهن بالفعل لا يجب أن ننظر إليهن بعين القسوة ولكن نعلم أنهن الآن لا حول لهم ولا قوة، فمن بيديه مساعدتهن وإخراجهن من سجنهم فلا يتردد أبدًا ولا ينساق لمثل تلك المنشورات.
إيصالات الأمانة مخالفة للشريعة
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن تلك القضية شائكة ولكن تلك المنشورات المتداولة صحيحة لأن عرف مساعدة الغارمات سيئ وإيصالات الأمانة التي تكتبها الأمهات على أنفسهن مخالف للشريعة الإسلامية.
وأضاف كريمة لـ "القاهرة 24"، أن تجهيزات الأسر المصرية لا يليق، فهو تبذير وإسراف وهو ما نهانا الله عنه "إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ".
وأكد كريمة أنه يقوم في جمعيته الخيرية الخاصة به بتجهيز العرائس بالأشياء الضرورية فقط، كما أنه يقوم بذلك بنفسه لأنه رأي متطلبات البعض التي تتضمن الكثير من المصروفات، كما أن هناك الكثير من حالات النصب والاحتيال.
وأشار أستاذ الفقه المقارن إلى ضرورة وجود حملات توعية للأسر المصرية بضرورة تجهيز الفتيات بما هو هام فقط، ولا داعي لوجود أشياء غير أساسية يمكن أن تؤثر في مصروفات يحتاجها البعض الآخر.