"وحياة الله يا عمي طلعني من هون".. مراسل فلسطيني يروي كواليس إنقاذ طفلة من القصف الإسرائيلي (خاص)
لم تكن صرخات الطفلة واستنجادها به سوى دافع له ليترك عمله ويساعدها في النجاة، صرخات وأنين سمعها المراسل الفلسطيني محمد عوض، صاحب الصورة الشهيرة مع طفلة صغيرة في غزة، أثناء قصف المنطقة.
عوض روى لـ"القاهرة 24" كواليس تلك الصورة، قائلا: "في صباح اليوم الثاني للتصعيد على غزة، وبالتحديد في الساعة السادسة صباحًا، سمعنا صوت انفجارات ضخمة جدًا، وبعد البحث والسؤال، تبين لنا أن الأصوات قادمة من بوابة المركز الرئيسي لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، وتم استهداف شارع عام وبرج سكني".
وعن كواليس الصورة المتداولة له مع الطفلة، أوضح: "ذهبنا لتغطية الحدث في المكان، وأول ما وصلت، المصور المرافق لي صور المكان، وأنا بحكم عملي كمراسل صحفي، بدأت أغطي في الأحداث، لكن في بنت صغيرة مع والدتها، خرجت من بوابة الأونروا، ونادت علي وتقولي (وحياة الله يا عمي طلعني من هون) وأجت بسرعة عليا".
خلع وقتها عوض رداء الصحافة وارتدى ثياب الإنسانية، وفي لحظة هب ليساعدها دون تفكير: "حسيت أني طوق النجاة لهذه البنت، حسيت قديش إحنا ممكن نكون سبب في أن ينجو إنسان، فما بالك بطفلة تصرخ وتستنجد إني أنقذها من النيران والقصف العنيف الذي استهدفها!".
انتشرت الصورة بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر النشطاء عن فخرهم بهذا الإنسان الذي لم يتوان في مساعدة صغيرة استنجدت به: "لم أكن أعلم بالتقاط الصورة، وتفاجأت بتداولها على جميع مواقع التواصل الاجتماعي".
أما عن أبرز المشاهد القاسية التي شاهدها، يوضح عوض: "أثرت في كثيرًا مشاهد هروب الناس من القصف لمدارس تتبع الأونروا، كما أن كل المشاهد الأخرى التي رأيتها لا أستطيع أن أنساها، وأبرزها طفلة عمرها 3 سنوات، استشهدت وهي ترفع إصبع السبابة".
وعن لحظة قصف برج الجلاء الذي يضم مكاتب إعلامية عالمية، يقول عوض: "كنت في محيط البرج، وكان زملائي يتصلون بي لكي نتناول طعام الغذاء بعد يوم قصف وتدمير عشناه، وأول ما وصلت البرج، لقيت زملائي اللي المفروض رايح لهم بيجروا وبيصرخوا وبيقولوا لازم نخلي البرج عشان هيقصفوه، وبالفعل بعد ربع ساعة قصفوا البرج، ومقدرناش نطلع أي شيء من المعدات الخاصة بنا".