السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

لماذا يتعجبون من موقف مصر؟!

الثلاثاء 18/مايو/2021 - 09:00 م

لست أدري لماذا يرى بعض الناس أن هناك تغيرًا في السياسة المصرية تجاه ما يجري في فلسطين، لأن الموقف المصري لم يتغير منذ قدم التاريخ والقضية الفلسطينية محور اهتمام مصر على اختلاف قياداتها وحكوماتها لم تتأخر يوما عن دعم القضية ولم تغفل يوما حقوق الشعب الفلسطيني.

فإذا كانت مصر قد تحدت الإرادة الصهيونية وفتحت المعبر لاستقبال المصابين من أهل غزة جراء القصف العدواني عليها؛ فهذا ليس الأول من نوعه، فالمعبر لم يغلق يوما أمام حالة مرضية أو إصابات، وإغلاقه وفتحه كان دائما يتم بالتنسيق الأمني بين الجانب المصري والفلسطيني حفاظًا على الاستقرار وعدم تسلل فلول الإرهاب إلي سيناء.

أما كون مصر تدفع بأطبائها وتقيم جسرًا من المساعدات للأشقاء الفلسطينيين أو تعلنها صراحة أن سيارات الهلال الأحمر التي تنقل المصابين تابعة للجيش المصري، وأن أي اعتداء عليها هو اعتداء على مصر يستوجب الرد؛ فهذا أمر بديهي لأن قيمة مصر وتاريخها العريق وريادتها كفيل بذلك، والجانب المصري في هذه الأزمة يتصرف وفقًا لمكانة مصر وقدرها المحتوم بأنها أكبر دولة عربية وإفريقية، ومن منطلق شعورها الدائم بأنها مسؤولة عن الأمة العربية.

ومنذ أن تفجرت ثورة 1952 ومصر قد حملت على عاتقها دعم الشعوب العربية التي لم تكن وقتها قد حصلت على الاستقلال ولم تتأخر مصر يومًا عن تلك الشعوب، فدفعت ثمن ذلك من مالها وجنودها في حرب اليمن وغيرها، ودعمت جبهة التحرير الفلسطينية ودعتها للحضور أمام المحافل الدولية وألزمت العالم أن يستمع إليها ممثلة عن الشعب الفلسطيني، ومنذ تلك السنوات ومصر تقوم بطرح القضية الفلسطينية ومطالبها المشروعة وهي التي كانت دائمة ولاتزال تتبني توحيد الصف الفلسطيني لكل فصائل المقاومة  حتي تستطيع الصمود والمواجهة.

من هذا المنطلق فإن الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية يأتي من منطلق مكانة مصر وقدرة جيشها ومن واقع ريادتها لمنطقة الشرق الأوسط.

وإذا كانت اللهجة المصرية في هذه الأحداث جاءت لاذعة لإسرائيل مهددة لتجميد الاتفاقيات مع تل أبيب إذا لم تتوقف عن توجيه القصف للأبرياء الفلسطينيين؛ فإن ما وصلت إليه مصر من قدرات عسكرية متطورة يجعل من مقتضيات المرحلة تلك اللهجة، في وقت يتضاعف فيه حجم الغرور والصلف الإسرائيلي غير المبرر، وفي وقت تعرقل فيه الولايات المتحدة الأمريكية حتى بيان الإدانة الذي هو الحد الأدنى لموقف الأمن مساندة لإسرائيل، فكان على الرئيس عبد الفتاح  السيسي أن يخاطبهم بتلك اللهجة المعبرة عن قدراتنا والتي تناسب حجم مصر والأمة العربية.

تابع مواقعنا