"حسيت إنه فيه روح وحياة".. حدوتة عن رسم الأيقونات القبطية
حاول أقباط مصر الحفاظ على الهوية الخاصة بهم بالكثير من الطرق التي تحافظ على وجودهم وإرثها في الدنيا، فزينوا الجدران الخاصة بـ المعابد والكنائس بالأيقونات القبطية التي تعبر كل منها عن الدين المسيحي، وتعكس الأيقونات القيم الروحية التي تحث على الخلاص، ولم يكن هذا الجمال وليد اللحظة بل هناك الكثير من الأشخاص الذين حاولوا إظهار هذا الجمال في وقتنا الحالي.
وأحد هذه النماذج جلال قدوس من مدينة الإسكندرية، منذ عمر 8 سنوات وهو يحب الرسم، وهي موهبة من عند الله لكنه لم يهتم بهذه الموهبة بشكل كبير إلا في سن متأخرة، ثم تحولت هذه الموهبة إلى طريق حياة ووظيفة خاصة بهذا الفنان.
قال جلال لـ"القاهرة 24"، إنه يهتم بالفن الكلاسيكي بشكل أكبر ويحب الواقعية في الفن وينتمي إلى مدرسة النهضة، ويقول أيضا إنه في الكثير من الأوقات يجلس ويتكلم مع اللوحات الخاصة بها، ولا يشعر بأنها مجرد مهنة بل هي طريق في حياته قد سلكه وهو يستمتع به بشكل كبير.
وعن الأسباب التي جعلت الفنان "جلال قدوس" يسلك طريق الرسم خاصة الأيقونات القبطية، قال: "حسيت إني منجذب ليه حسيت إنه فيه روح وحياة"، هذه هي كلماته عن الرسم.
الرسم الخاص بالأيقونات القبطية يستغرق الكثير من الوقت، وهذا لما فيه من تفاصيل كثيرة ودقيقة ولابد من إظهارها جميعها بشكلها المبهر للجميع، وقد أوضح الفنان "جلال قدوس" أن فن الأيقونة وخاصة في الكنائس ينقسم إلى ثلاثة أنواع منها: الفن القبطي، الفن البيزنطي، الفن الكلاسيكي.
الفن القبطي: ممتد من الفن الفرعوني من حيث إن جميع الخامات المستخدمة جميعها من الطبيعية وخالية من أي مواد كيميائية، وهي مواد ترابية يتخللها مواد بسيطة مثل البيض المضاف إليه، وتسمى هذه الألوان ألوان "التمبرا" ودائما الخلفية لهذه الأيقونة تكون مصنعة من الذهب.
الفن البيزنطي: هو مشابه للفن القبطي ولكنه يختلف في النسب الخاصة بالرسم الشخصيات حيث تكون النسب غير متناسقة وتميل ويتبع الفن اليوناني.
الفن الكلاسيكي: هو من الفنون الحديثة والتي تنتمي إلى مدرسة النهضة وهو نوع يهتم بأدق التفاصيل، ويميل إلى الواقعية في الغالب.
والأمر لم يختلف كثيرًا مع الفنانة "شيري وهيب" عندما تم التواصل معها من قبل "القاهرة 24".
شيري وهيب حنا، 24 عامًا، من محافظة البحيرة، تخرجت من جامعة السادات كلية تربية رياضية، وقد بدأت موهبتها منذ الصغر فهي موهبة من عند الله وهي تحاول تنميتها بجميع الوسائل والطرق الممكنة.
تقول "شيري وهيب" لـ"القاهرة 24"، إنها كانت التجربة الأولى لها في رسم الأيقونات القبطية وإنها غير متخصصة في الرسم القبطي بشكل عام، لكنها من خلال هذه التجربة قررت أنها تنمي هذا الجزء بشكل أكبر والدخول في فروع كثيرة وجديدة من الرسم.
وتقول "شيري وهيب" إن هذه الرسمة قد أخذت منها وقتًا وصل إلى الـ شهر ونصف، وأنها استخدمت لرسم هذه الأيقونة نوعًا من البلاستيك اللامع وبعض الألوان، وتم رسمها من خلال الرسم عن طريق المربعات حتى يمكن تحديد حجم الرسم الخارجي، وبعد ذلك قامت باستخدام طريقة النسب حتى يتم رسم جميع التفاصيل الدقيقة داخلها.
