بعد تدفق الآلاف على سبتة وصولًا لأوربا.. هل تتفاقم الأزمة المغربية الإسبانية؟(صور)
استدعت المملكة المغربية سفيرتها لدى إسبانيا، كريمة بنيعيش، للتشاور، وذلك بعد ساعات من استدعاء وزارة الخارجية الإسبانية لها، بعدما كانت مدينة سبتة الخاضعة للسلطات الإسبانية قد شهدت نزوحا جماعيا لـ8 آلاف شخص، منذ فجر الاثنين، مما يرجح زيادة التوتر في العلاقات بين البلدين.
وقالت السفيرة المغربية، قبيل تلبيتها لاستدعاء وزارة الخارجية الإسبانية، الثلاثاء، إنه "في العلاقات بين الدول هناك أفعال لها عواقب ويجب تحملها"، معتبرة أن هناك "مواقف لا يمكن قبولها"، في إشارة منها إلى استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، بهوية مزورة، قبل أسابيع، وهو ما صعد حدة التوتر في العلاقات بين البلدين الجارين.
وفي حين أكدت بنيعيش، في تصريحات لوسائل إعلام أوروبية، قبل لقائها بوزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، على أن العلاقات بين دول الجوار والأصدقاء يجب أن تقوم على "الثقة المتبادلة التي يجب العمل عليها ورعايتها"، يرى مراقبون أن من شأن تدفق المهاجرين على مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، أن يتسبب في تأزيم العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد.
ووسط الصمت الرسمي المغربي والإسباني، بخصوص الربط بين توتر العلاقات بين البلدين، وبين تدفق آلاف المهاجرين على السياج الحدودي لمدينة سبتة المحتلة، وصفت السفيرة بنيعيش استدعاءها من طرف وزارة الخارجية الإسبانية بأنه "سريع وغير عادي"، قبل أن تطلبها الحكومة المغربية لإجراء مشاورات.
وتسبب تدفق آلاف المهاجرين إلى سبتة، في رفع حالة التأهب لدى الجانب الإسباني، بحيث نشرت مدريد الآلاف من قواتها في المدينة المحتلة، وعند بوابتها الرئيسية، مما انتهى بإعادة عدد كبير من المهاجرين، تزامنا مع زيارة رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز إلى سبتة، فيما اعتبرت المفوضية الأوروبية الأمر "مقلقا"، خصوصا وأن الحدود المغربية الإسبانية، هي في الوقت نفسه حدود مغربية أوروبية.
وكان سانشيز، قد أعلن بأن أساس العلاقات بين بلاده والمملكة المغربية "هو الاحترام وحسن الجوار"، معتبرا أن "المغرب بلد شريك وصديق لإسبانيا، وهكذا يجب أن يستمر"، ومعربا عن رغبته في "زيادة تعزيز علاقتنا وتقوية الصداقة مع جيراننا المغاربة".