استشاري صحة نفسية: على أمهات غزة ممارسة نشاطات مع أطفالهم لإسقاط الشعور السلبي بداخلهم
تداول بعض الأمهات في غزة منشورات تتناول أسئلة حول الدعم النفسي الذي يجب أن يُقدم للأطفال بعد ما تعرضوا له من مشاهد القصف الإسرائيلي والعنف ضدهم وضد ذويهم، كما أن هناك أطفال فقدت كل أسرتها وقضوا ساعات طويلة معهم قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة تحت الأنقاض.
ومن جانبه قال الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية إن الأمهات في غزة يجب أن يعلمن أن أطفالهن يتعرضون لردود أفعال نفسية قوية جراء ما يحدث لهم وما يشاهدونه بأعينهم والتي تتمثل في التخدير الحسي أولًا بمجرد سماع صوت التفجير وبعدها يمرون بمرحلة عدم الاستيعاب، ثم مرحلة الهستيريا والصراخ والعويل، وبعدها يلزمهم شعور عدم الاطمئنان والشعور بالذنب نتيجة رؤيتهم لأهلهم أو غيرهم وهم يموتون أمام أعينهم وعدم المقدرة على انقاذهم.
وأضاف هندي لـ "القاهرة 24" أن نتيجة ما يتعرض له أطفال غزة هو آثار نفسية بالغة تتمثل في الخوف الشديد و اختلال توازنهم النفسي الذي يمكن أن يؤدي إلى الوفاة، كما يمكن أن يُخلق لديهم "فوبيا رموز الحرب" والمقصود بها الهلع عند سماع أصوات مرتفعة أو صفارات الإنذار، أو حتى أصوات الطائرات السلمية، كل ذلك يخلق جيل رافض لثقافة السلام يحمل شخصية انتحارية.
وأكمل أن تلك المشاهدات العنيفة تُنشيء مشاكل نفسية جسدية تواجه الأطفال أيضًا مثل الصداع، التقيؤ، التبول اللاإرادي، صعوبة التنفس، قلة النوم، فقدان الشهية، التلعثم وغيرها من المشكلات النفسية.
نصح استشاري الصحة النفسية الأمهات بضرورة التحدث إلى أطفالهم والقيام باطمئنانهم من خلال إبقاء الأبناء في أحضان أمهاتهم، كما يجب أن تقوم الأم بالتحدث حول تبني فكرة التنمية والإعمار في قطاع غزة وأنها جزء من المقاومة.
وبيّن أن لا بد أن تقوم الأم بمحاولة إيصال فكرة أن هناك مستشفيات مستعدة دائمًا لإنقاذ الأطفال وأن أمل الشفاء موجود، كما يجب عليهن إقناع أطفالهن أن تلك فترة مؤقتة وسوف تنتهي وتحاول ألا يظهر على وجهها تعبيرات الخوف والهلع لما يحدث، لأن ذلك يُضاعف الشعور داخله.
و أوضح أن الأمهات عليها مساعدة أبنائها من خلال ممارسة نشاطٍ ما وينتبه إلى اللعب والتسلية، بالإضافة إلى ضرورة إسقاط مشاعره على الورق وذلك من خلال إحضار قلم وكراسة رسم لديه كي يُخرج عليها مخاوفه، كما أن تحضير الأطعمة اللذيذة لها طابع نفسي كبير على الأطفال فتُشعره أن العالم من حوله يمر بشكل طبيعي، الملابس يجب أن تكون مبهجة بعيدة كل البعد عن الألوان القاتمة، إضافة إلى تحفيزه على القيام ببعض الأنشطة الرياضية التي يمكن أن يقوم بها في المنزل، نظرًا لأهميتها في إخراج الطاقة السلبية لديه.