المغرب VS إسبانيا.. كيف تفاقم الصراع بلا سلاح بين دولتي التحالف الأمني؟
صراع مستمر بلا سلاح، هكذا يمكن وصف العلاقات المغربية الإسبانية التي تشهد العديد من التوترات، آخرها تطورات استضافة مدريد لزعيم البليساريو بوثيقة سفر وصفتها سلطات الرباط بأنها مزورة، من أجل تلقي العلاج، الأمر الذي أثار حفيظة المغرب.
جاء ذلك التصعيد بعدما طالبت حكومة مدريد، بوقف تدفق آلاف المهاجرين المغاربة إلى مدينة سبتة، منتقدة تلك الخطوات بأنها غض للطرف مقصود من الرباط.
استضافة زعيم البوليساريو في مدريد
مؤخرًا تسببت استضافة مدريد لزعيم البوليساريو لعودة التوترات الإسبانية المغربية، بعدما قال المدير العام للشؤون السياسية بوزارة الشؤون الخارجية المغربية فؤاد يزوج: "إن إسبانيا انحازت إلى المجرم المسؤول عن مقتل العشرات وجرائم الاغتصاب والتعذيب والاختفاء"، وفقًا لصحيفة هيسبريس المغربية.
اقرأ أيضا.. كواليس اجتماع مجلس الأمن حول اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي في القدس
كما كشفت وزارة الخارجية المغربية، في بيان لها أنه يوجد أربعة جنرالات من بلد "مغاربي" متورطون في الدخول الذي وصفته بالاحتيالي باستخدام وثائق مزورة لزعيم البوليساريو إلى الأراضي الإسبانية، الأمر الذي تتسبب في أزمة بين الرباط ومدريد.
وبحسب وكالة “رويترز”، استدعت المحكمة الإسبانية العليا الأربعاء الماضي، زعيم البوليساريو للمثول أمامها في الأول من يونيو المقبل، لسماع اتهامات ستوجه له في قضية تتعلق بارتكاب جرائم حرب.
سبتة قلب الصراع المغربي الإسباني
كما شهدت مدينة سبة التي تمثل قلب الصراع المغربي الإسباني، حالة من التوتر خلال الأيام الماضية بعدما تدفق آلاف المواطنين المغاربة إلى المدينة، ما دفع وزارة الخارجية الإسبانية إلى استدعاء السفيرة المغربية في مدريد كريمة بنيعيش، لإبداء اعتراضها على التطورات الأخيرة من مواطني المغرب.
وعلى الجانب الآخر تعتبر السلطات المغربية مدينتي سبتة ومليلة، محتلتين من إسبانيا، وتؤكد رفضها لخضوعهما للسيطرة والإدارة من قبل سلطات مدريد.
بداية الصراع المغربي الإسباني
ويعود الصراع المغربي الإسباني لسيطرة إسبانيا حتى الآن على سبع مناطق على الساحل المغربي، عقب تاريخ حافل من المعارك والحروب بعد سقوط الأندلس في القرنين الخامس عشر والسادس عشر.
وتأتي في مقدمة تلك المناطق مدينتي سبتة ومليلة المدينتان التي تقعان بالقرب من الأراض المغربية، إلى جانب العديد من الجزر الصغيرة من بينها جزر ليلى وقميرة والبوران وجزر الحسيمة والجزر الشافعية، و3 جزر في خليج الحسيمة والجزر الجعفرية.
ومع نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، استمرت السلطات الإسبانية في السيطرة على مدينتي سبتة ومليلية، إضافة إلى بعض الجزر الصخرية، ومثلت تلك الأراضي رأس الحربة الإسبانية للاستعمار الذي بدأ في مستهل القرن العشرين.
ومنذ 2005 تواجه مدينتا سبتة ومليلية ضغط المهاجرين من الدول المغربية وباقي دول إفريقيا باعتبارهما المدخل الأوروبي من قبل المسافرين من تلك المناطق من خلال الهجرة غير الشرعية.
شرارة حرب بين مدريد والرباط
وفي عام 2002 وصلت القوات الإسبانية والمغربية إلى خط تماس وشيك بين القوتين ما أدى إلى تكهنات بقرب اندلاع الحرب بين الطرفين بعدما تدخلت قوات من الجيش الاسباني في جزيرة ليلى بمضيق جبل طارق لطرد جنود مغاربة كانوا قد وصلوا إليها، إلا أن العملية تمت من دون إراقة دماء واستعادت مدريد سيطرتها على الجزيرة غير المأهولة التي تبعد مئتي متر من الساحل المغربي.
إسبانيا والمغرب حلفاء
ويشكل المغرب شريكا وثيقا لإسبانيا في التعاون الأمني ومكافحة الهجرة غير النظامية، ودأب البلدان على عقد اجتماعات دورية لأجل تعزيز العلاقات.