رواية "ربيع حار" تجسد مأساة الفلسطينيين
هنالك العديد من الكتب والروايات التي استطاعت أن تعبر عن القضية الفلسطينية وتصف ما يعانيه المواطن الفلسطيني بطرق مختلفة ومتعددة، ولعل من أهم الكتاب الذين سخروا قلمهم لخدمة القضية الفلسطينية هي الكاتبة سحر خليفة، التي أخذت تصف بدقة الكثير من التفاصيل التاريخية في القضية، بدأت ذلك منذ روايتها الأولى “لم نعد جواري لكم” عام 1974 ورواية “صورة وأيقونة وعهد قديم” التي قدمت فيها تاريخًا روائيًا لمدينة القدس القديمة ومعالمها الإسلامية والمسيحية قبل أن تطمس على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني.
تدور أحداث رواية "ربيع حار" في الفترة اللاحقة لانهيار اتفاقية أوسلو في فلسطين، وما تبع ذلك من حصار المدن والقرى الفلسطينية وعمليات الترهيب والتشريد التي شاهدتها البلاد، وتصف في الرواية المذبحة الدموية التي شاهدتها مدينة نابلس، وكذلك حصار الرئيس ياسر عرفات في رام الله، وترصد خليفة في الرواية الأحداث التاريخية بكل مراحلها من خلال شخصيات مستمدين من أرض الواقع، وكانا أبطال تلك الرواية هما الأخوان أحمد ومجيد.
بدأت حياة الأخوين بحب الفن والموسيقى والرسم، ولكن لم تستمر حياتهم الفنية تلك كثيرة، فقد كان للحرب يدًا في تنقل حياتهما نقلة نوعية كبرى، فيصبح الأول مراسلا صحفيا، ويشارك في الدفاع عن مقر الرئيس عرفات في رام الله، أما عن الثاني فكرس حياته في محاولة إغاثة المصابين والجرحى في عمليات الاجتياح والدمار، حتى يستشهد وسطهم.