"درس في الزنزانة".. مشاهد خاصة خلف أسوار سجن المنيا (معايشة)
“هنا مباراة كرة قدم بين فريقين، وهناك مصانع لتصنيع الحرف اليدوية والصغيرة، وتلك أماكن مجهزة لإعداد الطعام وفي الجانب الآخر سجن جديد يبدو عليه النظافة والنظام جيدًا والالتزام بالإجراءات الوقائية لمُواجهة فيروس كورونا”.
هذه لم تكن المرة الأولى التي يتجول فيها "القاهرة 24" ضمن وفد إعلامي (محلي وأجنبي)، داخل السجون المصرية بل سبقت زيارة مُجمع سجون المنيا الجديدة أمس عدد من الجولات داخل “سجون برج العرب ووادي النطرون وطرة وغيرها”، لرصد وعرض حقيقة ما يحدث داخل السجون المِصرية، وحقيقة ما يتم تداوله بشأن وجود انتهاكات أو إهمال أو تجاهل لمطالب المساجين.
وخلال الزيارات، بدت وزارة الداخلية أكثر انفتاحًا، عبرت خلالها عن سياسات جديدة تنتهجها في ملفها العِقابي المُتعلق بالمساجين، إذ سُمح لنا لمرات مُتكررة ودورية بإجراء لقاءات مع سجناء تنوعت جرائمهم وعقوباتهم بين الإعدام والمُؤبد حتى الحبس الاحتياطي.
جميع السجون التي تم تفقدها، رُصدت رعاية مُتكاملة لنزلاء السجون وفقًا لمنظومة السياسة العقابية التي تُطبقها وزارة الداخلية، وتحرص أن يُشاهد الإعلام الدولي والمحلي والحقوقيين مدى التطبيق الفعلي لهذه المنظومة ومُراعاة معايير حقوق الإنسان الدولية.
تتعدد زياراتنا للسجون.. وهذه المرة كانت في سجن المنيا الجديد الذي يضم (ليمان المنيا وشديد الحراسة وسجن المنيا الجديد) وبه مستشفى حديث تم افتتاحه هذا العام 2021، حيث تم تفقد مرافق السجن والمستشفى والمطبخ والكافتيريا والتحدث مع النزلاء للتأكد من الخدمات المُقدمة لهم.
"محمد، وسيد، وحسين"، ثلاثة سجناء يقضون فترة عُقوبتهم على ذِمة قضايا مُخدرات، وسِرقة بالإكراه، وشُروع في قتل، مقضي عليهم بالسجن بين 5 سنوات، و7 سنوات 10 سنوات، رصدنا تواجدهم على باب عيادة القلب بمستشفى السِجن، وأكدوا تلقيهم الرِعاية الطِبية بمُجرد ظُهور الأعراض عليهم وشعورهم بالتعب، إذ يقومون بإبلاغ إدارة السجن التي بدورها تحيلهم إلى مستشفى مُطور به أجهزة حديثة وأطباء على مستوى عالٍ.
اللافت في هذه الجولة هو “فصل الدرس”، إذ جلس الطلاب المساجين في مُحاولة من إدارة السجن لمحو أُميتهم، كما ظلوا يرددون خلف مُعلمهم "السجين": "نقوم في الصباح ونتوجه للفصول لبداية اليوم الدراسي" وعِبارات أخرى مكتوبة على سبورة الدرس.
من هنا، جاءت تأكيدات المساجين على الرِعاية الطِبية والسياسة الحديثة في السُجون المِصرية التي لم تكن موجودة قبل سنوات، وهنا رصدت كاميرا "القاهرة 24" الاهتمام بالسجناء وأماكن إقامتهم في السجون تحت شعار "السجين أمانة"، في إشارة إلى أن قِطاع السُجون يستلم السجين لقضاء عقوبته، وكذلك تأهيله للانخراط في المُجتمع مرة أخرى عبر تعليمه حِرفة أو صنعة يمتهنها عقب خُروجه، وهو مبدأ تحرص السجون على تنفيذه، إذ يُحقق عدة أهداف من بينها “شغل وقت فراغ السجين ورعايته وكذلك المساهمة في بناء مُواطن ينخرط في المُجتمع بعد قضاء عقوبته”.
وعلى هامش الزيارة، قال اللواء طارق مرزوق، مُساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، لـ"القاهرة 24"، إن السجون أوشكت على الانتهاء من تطعيم جميع نزلاء السجون في مصر من الجرعة الأولى من لقاح كورونا، مُؤكدًا أن سجون مِصر خالية من أي إصابات بالفيروس، وأن حملة تطعيم نزلاء السجون بلقاحات فيروس كورونا بدأت منذ أسبوعين، وشملت جميع سجون الجمهورية.