في ذكرى افتتاحه.. تعرف على تاريخ كوبري قصر النيل
افتتح الملك فؤاد الأول كوبري الخديوي إسماعيل كوبري قصر النيل الجديد في 6 يونيو 1933م، وبدأت قصة إنشاء كوبري قصر النيل مع تفكير الخديوي إسماعيل عام 1868 في إنشاء جسر يربط بين ميدان الإسماعيلية "ميدان التحرير حالياً " والضفة الغربية من النيل بمنطقة الجزيرة، وذلك اقتداءً بمدن أوروبا التي تربط الجسور بين ضفافها، وكانت تلك الفكرة مريحة وعملية مقارنةً بطريقة الانتقال بين ضفتي النيل في تلك الفترة باستخدام المراكب الشراعية التي توضع بجوار بعضها البعض، وتمتد عليها ألواح من الخشب كي يسير الناس عليها.
وبدأ العمل بشكل جدي في إنشاء الكوبري عام 1869 على يد شركة (فيف ليل) الفرنسية ويطلق على الجسر أو الكوبري الذي يربط بين القاهرة والجيزة “قصر النيل” نظرًا لوجود قصر كبير على النيل من جهة ميدان التحرير يسمى قصر النيل، أنشأه محمد علي لابنته زينب، ولما تولى محمد سعيد باشا الحكم هدم القصر وحوله لثكنات عسكرية، كما سمي الكوبري بكوبري الخديوي إسماعيل نسبة لبانيه.
ولم يكن العبور على الكوبري عند إنشائه مجانيًا، فبعد أيام من إتمام البناء أصدر الخديوي إسماعيل مرسومًا يقضي بوضع حواجز على مدخلي الكوبري لدفع رسوم عبور، نشرت تفاصيلها في جريدة الوقائع المصرية بتاريخ 27 فبراير 1872، وقدرت الرسوم كالتالي:
"بربع قرش" للرجال والنساء.
"قرشين" للعربات المليئة بالبضائع.
"قرش" للعربات الفارغة.
وكان الهدف من فرض تلك الرسوم هو أن تستخدم لتغطية تكاليف الصيانة وتكاليف الإنشاء، واستمر بناء الكوبري 3 سنوات حتى منتصف عام 1871 بتكلفة 113.850 جنيه مصري، وبلغ طوله 406 أمتار وعرضه 10.5 متر.
وكان الكوبري مكونا من 8 أجزاء منها جزء متحرك من ناحية ميدان الإسماعيلية "ميدان التحرير حاليا" طوله 64 مترا لعبور المراكب والسفن، يتم فتحه يدويا من خلال تروس، علاوة على جزأين نهائيين بطول 46 مترا، و5 أجزاء متوسطة بلغ طول كل منها 50 مترا.
وتم تأسيس دعائم الكوبري من الدبش المحاط بطبقة من الحجر الجيري الصلب، كما تم تنفيذ الأساسات بطريقة الهواء المضغوط، وصممت فتحات الكوبري كي يمكنها حمل 40 طنا والسماح بعبور عربات متتابعة وزن كل منها 6 أطنان، أو تحمل أوزان ضخمة موزعة على جسم الكوبري.