ماذا لو بنت جنوب السودان سدًا على النيل الأبيض؟.. خبير مائي يجيب (خاص)
أعلن دينق داو دينق، نائب وزير خارجية جنوب السودان، أن فكرة إنشاء سدود على النيل الأبيض لم تكن وليدة اللحظة، بل إن بلاده تخطط منذ 10 سنوات ماضية لبناء سد على نهر الأبيض.
وأضاف دينق، في حوار صحفي مع "ذا ناشيونال" الإماراتية، اليوم، أن وزارة الري الجنوب سودانية، أصدرت تعليمات لبدء إجراء دراسات أولية لبناء السد، بما في ذلك مدى ارتفاعه، وحجم الخزان خلف جسم السد وعدد التوربينات.
ويعد النيل الأبيض الرافد الثاني لنهر النيل بعد النيل الأزرق الذي ينبع من إثيوبيا، ويتدفقُ عبر تنزانيا وبحيرة فيكتوريا، ويستمر في مساره لمسافة 500 كم، مرورًا بأوغندا وجنوب السودان حتى يصل إلى الخرطوم ليلتقي مع النيل الأزرق، ثم يُكمل عبر مصر ليصب في النهاية بالبحر الأبيض المتوسط.
ويوفر النيل الأبيض لمصر نحو 15% من حصتها السنوية من الماء، بينما يأتي الباقي من النيل الأزرق يقدر بنحو 85٪.
وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن أي دولة من دول المنابع تُريد بناء سد على نهر النيل، يجب أن تنسق مع دول المصب أولًا، وأن مصر لا تُمانع التنمية في أي دولة من حوض النيل، لكن بشرط عدم إلحاق الضرر بأي دولة من دول المصب، مثل ما فعلته أوغندا عام 1953 عند إنشاء سد أوين.
وأضاف شراقي، في تصريح لـ"القاهرة 24" أن مُعظم المشروعات المائية التي توجد في جنوب السودان تصب في صالح مصر، وذلك بسبب وجود الكثير من الماء يفقد في مناطق المُستنقعات التي توجد في جنوب السودان والمقدرة من 8 إلى 10 مليار متر مكعب سنويًا.
وتابع: “لا يمكن بناء سد في حجم سد النهضة في جنوب السودان، وأن أكبر سد يمكن بنائه لا يتعد سعته من 25 إلى 30 مليار، وتكون تكلفته أضعاف تكلفة سد النهضة، وأن أقل سد في جنوب السودان يبلغ طوله 10 كيلو، ويرجع ذلك إلى الطبيعة الجغرافية في البلاد.