في مثل هذا اليوم.. تولي الخديوي توفيق حكم مصر
محمد توفيق باشا، سادس حكام مصر من أسرة محمد علي في مثل هذا اليوم 26 يوليو عام 1879م، تولى حكم مصر بعدما خلع أبيه بمساعدة الإنجليز وحل محله، ولد توفيق الابن الأكبر للخديوي إسماعيل في الخامس عشر من نوفمبر عام 1852م، من إحدى جواري الخديوي، فلم يحظ باهتمام العائلة العلوية كما الحال عندما يولد مولود جديد لهم بسبب أمه.
اتصل بجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، وكان كثير الجلوس مع ممثلي المقاومة ولم يكن يعجبه سياسات والده، حصل الخديوي إسماعيل والده على فرمان من السلطان العثماني وجاء فيه بحق وراثة الابن الأكبر الحكم بعدما كان النظام أن يرث أكبر الذكور من الأسرة العلوية، وبذلك بدأت الأنظار تذهب نحو توفيق، والأغلبية من الأسرة كانت ناقمة عليه.
أجبر الإنجليز والده على التنحي بعدما زادت الديون على البلاد، ورفضه للتدخل الأجنبي، فأطاحوا به وأحلوا توفيق محله ليصبح الخديوي الجديد، ويقال أنه عندما علم بخبر توليه الحكم فزع من ذلك وقابل ناقل الخبر بأن صفعه على وجهه، لكنه جلس على كرسي الحكم أخيرًا.
تنازل توفيق عن حقوق مصر في قناة السويس بسبب الديون الخارجية، وكانت حصة مصر وقتها 15% من دخل القناة، وتنازل عن نصف الدخل القومي المصري لصالح الدين العام، مما زاد حنق الشعب عليه وغضبهم من سياساته التي تساعد الأجانب على التغلغل في البلاد والتحكم في شؤنها الداخلية.
ثار عليه جنود الجيش بقيادة أحمد عرابي، الذي واجهه على حصانه مشهرًا السيف في وجهه، وكان مطلب عرابي اسقاط الوزارة وتشكيل مجلس نواب وزيادة عدد الجيش والتصديق على قانون العسكرية الجديد، قابلهم الخديوي بالرفض التام للمطالب، ومع زيادة الاعتراضات والاحتجاجات من الجيش خضع توفيق لبعض الوقت، ووعد بتنفيذ المطالب تدريجيًا، ثم بعد فترة وبخيانة البعض، قدم عرابي ومن معه للمحاكمة وقضي بإعدامه ثم خفف للنفي.
له العديد من الأعمال الجيدة أيضًا، منها تنظيمه مخصصات الأسرة الخديوية وإلغاء مخصصات والدته وزوجته واكتفى بـ 100 ألف جنيه مخصصات له، تنازل عن الكثير من أطيانه لصالح دفع الدين الأجنبي، أنشأ مدرسة عليا للمعلمين لتخريج أساتذة، ألغى نظام السخرة، أنشأ العديد من البنوك والشركات، أصدر لائحة تضمن للموظفين الدنيين حقوقهم في المعاش، حكم توفيق نحو 13 عام، حتى وفاته في السابع من يناير عام 1892م في قصر حلوان.
