عبد الرحمن الشرقاوي.. شخصيات ملهمة من ذاكرة معرض الكتاب
شخصية اليوم هو الكاتب والأديب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي، المولود في 10 نوفمبر عام 1921 بقرية الدلاتون التابعة لمحافظة المنوفية، تلقي تعليمه الأولي في كُتّابٍ بقريته، قبل أن ينتقل إلى المدرسة، أتم دراسة الحقوق في جامعة فؤاد الأول عام 1943م، عمل بالمحاماة لفترة قصيرة ثم قرر العمل في ميدان الصحافة والأدب، فكتب في البداية في مجلة الطليعة، ثم الفجر، وبعد ثورة 23 يوليو تنقل في عدة صحف، منها الجمهورية والأهرام.
أحب الشرقاوي مطالعة الكتب منذ الصغر، وتأثر كثيرًا بعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، والعقاد، وأحمد شوقي، والمنفلوطي، ومحمد حسين هيكل، كما كان مداومًا على حضور محاضرات الدكتور طه حسين.
أثرت البيئة الريفية وحياة القرية كثيرًا في الشرقاوي، مما انعكس على كتاباته التي عبر بها عن المجتمعات الريفية، وهذا واضح في روايته الشهيرة "الأرض" والتي تم إنتاجها سينمائيًا ليخرج لنا الفيلم الشهير الذي حمل نفس الاسم وأخرجه يوسف شاهين عام 1970م، وكتب أيضًا أعمالًا تتحدث عن الواقع السياسي والاجتماعي، مثل "الشوارع الخلفية" تحدث فيها عن الحياة المصرية بعد ثورة 1919م، كتب الشرقاوي في الشعر والرواية والمسرح، وأبدع فيهم جميعًا، عبَّر الشرقاوي عن المعاناة التي رآها في القرية وفي الحياة الاجتماعية، ويقول عن هذا "إذ كنتُ أنتمي إلى الذين يمكن أن يستشهدوا دفاعًا عن الحقّ والحرّية والخير والإخاءِ وکل ما اُؤمن من أجله وإذ کنت أُصاول بروح الشهيد وبالإرادة التي يحرص علی الحياة فما بالي إذن لا أتحمل الالآم مهما تکن جسامتها وغلظتها في سبيل التعبير بالکلمة عما أعيش من أجل تحقيقه، حرّية الإنسان أن يصبح الانسان بحق أخًا للإنسان وانتصار العدل"
كتب الشرقاوي الكثير من الأعمال الرائعة التي نالت شهرة واسعة ومنها: مسرحية الحسين ثائرً، ومسرحية الحسين شهيدًا، ومأساة جميلة الجزائرية بوحيرد، ومسرحية الفتى مهران، والنسر الأحمر، ومحمد رسول الحرية وعلي إمام المتقين، وشارك في كتابة فيلم الرسالة مع توفيق الحكيم، وصدر له ديوانان الأول "من أب مصري إلى الرئيس ترومان" والثاني "تمثال الحرية"، عين الشرقاوي رئيسًا لمجلس إدارة روز اليوسف عام 1971م، وعين رئيسًا للمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وزير، حصل على جائزة الدولة التقديرية في الأدب والفنون من الطبقة الأولى عام 1974م، انتُخب رئيسًا لمنظمة تضامن الشعوب الافريقية والأسيوية عام 1981م.
توفي عبد الرحمن الشرقاوي في الرابع والعشرين من نوفمبر عام 1987م، تم اختياره ليكون شخصية معرض الكتاب عام 2018م، وذلك تقديرًا لما حققه من تاريخ أدبي حافل بالإبداع والتميز.