ثروت عكاشة.. شخصيات ملهمة من ذاكرة معرض القاهرة الدولي للكتاب
يواصل “القاهرة 24” الحديث عن شخصيات ملهمة من ذاكرة معرض الكتاب الدولي، تمثلت في ثروت عكاشة، أحد رموز النهضة الثقافية في مصر بعد ثورة يوليو 52.
ولد عكاشة في 18 من فبراير من العام 1921، بالقاهرة، والتحق بالكلية الحربية المصرية وتخرج منها عام 1939م، وعمل ضابطًا بالجيش المصري لفترة، وكان أحد أعضاء التنظيم السري للضباط الأحرار.
من الحربية للثقافة
قرر عكاشة الذي كان له ميولا أدبية منذ البداية، دراسة الصحافة حتى حصل على دبلومة عام 1951، من جامعة فؤاد الأول، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الآداب من جامعة السوربون الفرنسية عام 1960، وعُين وزيرًا للثقافة مرتين، الأولى: عام 1958 وحتى عام 1962، والثانية عام 1966 حتى عام 1970.
كان لعكاشة التأثير الأبرز في النهوض بالثقافة المصرية أثناء توليه منصب وزير الثقافة، إذ أنه عمل على تأسيس الهيئات الثقافية والترفيهية، وكان مؤمنا برسالة الثقافة والكتاب، فأنشأ المجلس الأعلى للثقافة، الهيئة العامة للكتاب، أكاديمية الفنون، ودار الكتب والوثائق القومية، وكان صاحب أمر تنفيذ وإنشاء معرض القاهرة الدولي للكتاب، بعد اقتراح الدكتورة سهير القلماوي.
وتشجيعًا على أن تكون الكتب والثقافة في كل مكان بمصر، أنشأ الهيئة العامة لقصور الثقافة، والتي كانت سببًا في انتشار المكتبات بمعظم قرى مصر، كما أنشأ فرق دار الأوبرا مثل أوركسترا القاهرة السيمفوني، وفرق الموسيقى العربية، وأنشأ السيرك القومي ومسرح العرائس، ولا يُنسى دوره الهام في حفظ الآثار المصرية، وإنقاذ معبد فيلة وأبو سمبل من الغرق في بحيرة السد العالي.
نال ثروت عكاشة الكثير من التكريم في حياته وبعد وفاته، منها: "وسام الفنون، والآداب الفرنسي 1965، وسام جوقة الشرف الفرنسي 1968، والميدالية الذهبية لليونسكو 1970، لمجهوده في إنقاذ معبد فيلة، إضافة إلى الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة في العلوم الإنسانية 1995، وحاز على جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 1987، كما كرمتّه وزارة الثقافة المصرية عام 2019، بإعلان اسمه شخصية العام في معرض الكتاب.
وله العديد من المُساهمات الأدبية، مثل معجم المصطلحات الثقافية، والفن الإغريقي، وترجمة مسخ الكائنات لـ أوفيد، والقيم الجمالية في العمارة الإسلامية، تاريخ الفن الروماني، وفنون العصور الوسطى، ترجماته لأعمال جبران خليل جبران، توفي عكاشة في 27 فبراير عام 2012م، وقد قدم للثقافة المصرية كُل مقومات النهوض والتميز.
