فيسوافا شيمبورسكا.. شاعرة التناقضات الفلسفية والتفرد
اليوم 2 يوليو ذكرى ميلاد الشاعرة البولندية الكبيرة فيسوافا شيمبورسكا، والتي ولدت في عام 1923، تلقت تعليمها في البداية عن طريق الدروس الخاصة، وذلك يرجع إلى قيام الحروب العالمية في أوروبا، فكان الخراب والدمار على كافة المستويات منها التعليم، اشتغلت فترة بالسكك الحديدة، ثم اتجهت بعد ذلك للفن وكانت البداية برسم لوحات للكتب التعليمية.
درست فيسوافا شيمبورسكا اللغة والآداب بعد نهاية الحرب العالمية عام 1945، ثم قررت دراسة علم الاجتماع، وفي تلك الأوقات اثناء دراستها الجامعية بدأت موهبة فيسوافا في الظهور، فنشرت أول قصائدها أبحث عن العالم، في إحدى الدوريات المحلية، ثم تتابعت أعمالها في الظهور منذ ذلك الوقت، مرت بظروف مادية عصيبة أيضًا، ودفعها ذلك إلى ترك التعليم الجامعي، وانضمت عام 1953 إلى مجلة الحياة الأدبية المختصة بالنقد الأدبي، وخلال عام فقط كان لها عامود خاص بها، وظلت تعمل بها حتى 1983.
تميز شعرها رغم قلة إنتاجها بالجزالة والتجديد والتفرد، قال عنها الشاعر عماد أبو صالح "أنها تكتب قصائدها على حافة الرهافة والصرامة، والرعب والسخرية، التقطيع الحاد لسيولة السرد، والبساطة العميقة، والشيفرات الفلسفية الماكرة، هي أهم آليات عمل هذه البولندية الباذخة المدوّخة، التي لم تكن تكتب، بقدر ما تعطي دروسًا إبداعية للشعراء والشاعرات خاصة، في معنى الصبر والحفر"، كتبت شيمبورسكا في معظم شؤن الحياة، لم تكن تكتب عن عمد على الإطلاق، بل تنتظر أن يأتيها الإلهام وتخطفها الفكرة، فتبدأ حينها بالكتابة، وتقول عن ذلك: إن القصيدة تجيء بهيئة فكرة فإما أن تكتبها مباشرة أو أن تكتب جزء منها وتعود لتكمله فيما بعد.
ذاع سيط فيسوافا شيمبورسكا في الأوساط الأدبية وكان جمهور الشعر في العالم ينتظر بشوق كل جديد تكتبه، من دواوينها لهذا نحيا، أسئلة نسألها، مناداة ييتي، والملح، وناس فوق الجسر، وصمت النبات وغيرهم، حازت على جائزة نوبل للآداب عام 1996، وجائزة جوته عام 1991، وتوفيت عام 2012 بعد صراع مع المرض وهي في عامها الثامن والثمانين.