من ورشة لتصليح الساعات إلى "نوبل".. محطات في حياة الأديب العالمي هيرمان هسه
تمر اليوم ذكرى ميلاد الأديب العالمي هيرمان هسه، والذي ولد في الثاني من يوليو من العام 1877، في مدينة كالف الألمانية، تلقى تعليمه الأولي في المدرسة اللاتينية ومكث فيها أربع سنوات، حتى عام 1890، ثم إلى مدرسة جمنازيوم، وكان لا يحب الدراسة أو الحضور إلى المدرسة على الإطلاق، فلم يعجبه هناك إلا مدرس وحيد وقال عنه "لم أجد طوال الأعوام الثمانية التي قضيتها في المدرسة إلا مدرسا واحدا فقط أحسست تجاهه بالحب والامتنان"، أصيب أُثناء دراسته بأزمة نفسية تم نقله بسببها إلى مصحة نفسية ليتلقى العلاج فيها، وعند خروجه دفعه والده إلى العمل في ورشة لتصليح الساعات عام 1894، وأُثر فيه انتقاله للعمل بمكتبة، حيث ركز في القراءة والإطلاع، مما ساهم في تكوين شخصيته.
وتوجه هيرمان إلى كتابة الشعر في البداية، ويقول عن ذلك "لقد تبينت بوضوح عندما بلغت الثالثة عشرة من عمرى أننى إما أن أصبح شاعرا أديبا أو لا أصبح لا شيء على الإطلاق" في عام 1896 نشر قصيدة بعنوان مادونا، وبعدها بعام أصدر مجلد صغير من الأشعار ونشر في مجلة فيينا، لكنه لم ينجح كثيرًا، غير أن قصائده الرومانسية أعجبت هيلين فويت، والتي تعرف عليها وتزوجها بعد عام.
تمرد هيرمان على الشعر وعلى عادات عائلته المحافظة وعلى دراسته المسيحية، واتجه لكتابة الروايات الفلسفية التي تحمل الأفكار المتمردة على العادات الدينية والاجتماعية، يدعو هيرمان قارئه لتأمل الطبيعة والكائنات من حوله، اصطدم مع النظام النازي ومصادرته حرية الفكر والأدب، وفي المقابل تم منع جميع أعماله من النشر، منها كتابه لعبة الكريات الزجاجية والذي طبع بسويسرا أولًا، وبعد الحرب العالمية وسقوط النازية عادت أعماله من جديد.
تُعد أعمال هيسه من أشهر ما كُتب في القرن العشرين، ومنها لعبة الكريات الزجاجية، رحلة إلى الشرق، حكايات خرافية، وذئب الوادي، كما حاز على العديد من التكريم والجوائز أهمها حصوله على جائزة نوبل في الآداب عام 1946، وجائزة جوته، والدكتوراه الفخرية من جامعة برن، توفي الأديب هيرمان هيسه في شهر أغسطس من عام 1962.
