في مثل هذا اليوم.. ذكرى أسر لويس التاسع ملك فرنسا في المنصورة
تحل اليوم ذكرى أسر لويس التاسع ملك فرنسا، بعد هزيمة حملته على يد المسلمين، حيث تم اقتياده كأسير حرب سجنه في دار ابن لقمان بالمنصورة.
صعد لويس التاسع إلى حكم فرنسا في العام 1226، بعد وفاة والده لويس الثامن، وكان حينها صغير فحكم تحت وصاية والدته الملكة بلانكا القشتالية وهي أسبانسة الأصل، وعندما أتم سن الرشد فرض سيطرته على مقاليد الحكم، ونجح في كبح المعارضين له والتخلص منهم حتى يخلص له الحكم، خاصة التمردات التي قادها ضده كونت لامارش مستعينا بالانجليز، لكنه لقى هزيمته على يد لويس عام 1242.
وانعقد مجمع ليون الكنسي عام 1245 بحضور بطريرك بيت المقدس والذي هرع مستنجدًا بأوروبا حتى يتدخلوا لارجاع بيت المقدس الذي سلبه منهم المسلمين، لاقى التأييد الكامل من القساوسة الحاضرين، وتم الاتفاق على تجهيز الحملة الصليبة السابعة، ووافق لويس التاسع وأعطى الضوء الأخضر لرجاله لبدء الترويج للحلمة، وجمع الضرائب والتبرعات من المواطنين الذين تحمسوا بدورهم لتلك الحملة بدوافع دينية، وساعدت عدة دول أوروبية بالتجهيز لتلك الحملة بالسفن والسلاح وغير ذلك.
أهداف الحملة
كان الهدف الرئيسي للحملة القضاء على قوة الدولة الأيوبية في مصر، حتى يتثنى لهم السيطرة على بيت المقدس الذي كان تحت سيطرة المصريين وفتح الطريق لاحتلال الشام بالكامل، طموح أوروبا بامتلاك الشرق ونهبه الذي لم ينتهي أبدًا.
إبحار الحملة
بعد ثلاث سنوات من التجهيز والتخطيط، انطلقت الحملة من شواطئ فرنسا بأسطول ضخم تحت قيادة لويس التاسع، ضم 1800 سفينة وأكثر من 80 ألف جندي، ومعهم خيولهم وعتادهم الكامل، وصحب لويس أخوه روبرت دي ارتوا وزوجته أيضًا.
النزول في دمياط
وصلت الحملة إلى شواطئ دمياط وكان قد وصل أنبائها إلى السلطان الأيوبي السلطان الصالح أيوب، فجهز جيشه وحصن دمياط وأوكل للأمير فخرالدين يوسف قيادة الجيش، وعسكروا في البر الغربي منتظرين جيش الحملة، وتم إنزال جنود الحملة قبالة شواطئ دمياط وفي المقابل في انتظارهم جيش المسلمين على خيولهم مشهرين أسلحتهم، نصبت خيمة للويس التاسع ودارت المعركة التي انتهت سريعًا بهزيمة وانسحاب من المسلمين، وتملك الرعب من السكان فأخلوا المدينة حتى أصبحت كاملة في أيد لويس.
هجوم المنصورة وأسر لويس
بعد خمسة أشهر كاملة من احتلال دمياط، توجهت الحملة جنوب البلاد طامحة في الوصول إلى القاهرة وتدمير الجيش المصري بالكامل، دارت المواجهات والمعارك العديدة أكبرهم هجوم الفرنسيين على معسكر للمسلمين قبالة المنصورة وقتلوا فيه فخر الدين يوسف، تحصن المسلمين داخل المدينة وانضمت الأهالي إلى الجيش للدفاع عن المدينة، وتركو بابًا من أبواب المدينة مفتوح، وأكل الفرنسيين الطعم ودخلوا لم يجدوا أحد ظنوا أنهم فروا مثل واقعة دمياط، وإذا بالجنود المسلمين يخرجون عليهم من كل ناحية، وكل شارع، ومعهم الأهالي حتى تحقق النصر الكبير وهزم الفرنسيين وتم القبض على الملك لويس التاسع واقتيد كأسير حرب وتم سجنه في دار ابن لقمان بالمنصورة.