في ذكرى رحيله.. لماذا فرّقت المحكمة بين نصر حامد أبو زيد وزوجته؟
رحل في مثل هذ اليوم، الدكتور والمفكر الكبير نصر حامد أبو زيد، والذي أثار بأبحاثه جدلًا واسعًا في الأوساط الثقافية والدينية، حيث كان باحثًا في اللغة العربية مُتخصصًا في الدراسات القرآنية، جال بأبحاثه من المُعتزلة للصوفية وغيرها، ورأى أنه يجب أن يكون هناك تأويل عصري لمعاني القرآن، كما واجه موجات عاصفة اتهمته بالكفر والرِدة ومحاربة الإسلام.
في عام 1992 قدّم أبو زيد بحثه المثير للجدل لنيل درجة الأستاذية، بعنوان "نقد الخطاب الديني" وما أن قدّم الرجل بحثه حتى قامت الدنيا، وتشكلّت وقتها لجنة برئاسة الدكتور عبد الصبور شاهين لمراجعة بحثه، وقررت اللجنة أن البحث المُقدّم لا يرق لنيل درجة الأستاذية، واتُهم نصر بالردة عن الإسلام والترويج للعلمانية، وخرجت الشخصيات الدينية تهاجم الرجل، مما دفع بالكثير من شباب الجامعات بالخروج في مظاهرات تندد بالرجل وتهاجمه.
قُدّم بعدها للمحاكمة بتهمة الردة، وفي عام 1995 حكمت المحكمة بردة الرجل والتفريق بينه وبين زوجته.
الجدير بالذكر أن نصر أبو زيد رفض النطق بالشهادتين عندما طلب من القاضي ذلك، مُعللًا هذا في ما بعد أنه لا يريد أن تكون هناك سلطة تُفتش في نوايا الناس.
في حين ذكرت الدكتورة ابتهال يونسن زوجته، أنها بعد سماعها تفاصيل الحكم، أمسكت بيديه قائلة له: “لا تخف لن أتركك!”.
وقرر بعدها أبو زيد اصطحاب زوجته وغادروا مصر مُتجهين إلى هولندا، وعمل هناك أستاذًا في إحدى جامعاتها، وكان يأتي إلى مصر زائرًا لإلقاء بعض المُحاضرات، وظل نصر في منفاه حتى عام 2010 عندما أصيب بفيروس مجهول أفقده الذاكرة وأدخله في غيبوبة، فعاد إلى مصر ومكث فيها أيام قليلة إلى أن توفاه الله في 5 يوليو من نفس العام.