الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

التجديد وسجن الأفكار.. متى ينتهى ترويع المفكرين؟

الدكتور طه حسين
ثقافة
الدكتور طه حسين
الإثنين 05/يوليو/2021 - 05:19 م

الحقل العلمي وتحديدًا العلوم الإنسانية أو المتعلقة بالفكر مليء بالصراعات والتناقضات، ويذخر التاريخ العالمي والعربي بالصراعات اللانهائية حول القضايا المختلفة وتعارض وجهات نظر قائليها، وتخرج تلك الصراعات في الكثير من الأحيان من ميدان البحث العلمي أو التناول النقدي، إلى الدخول في نوايا متبنيها، والتفتيش عن أشياء لا علاقة لها بما قدم، وهذا منتشر في مجتمعنا العربي، فنرى كثيرًا ترك المختلف الفكرة والاتجاه للطعن في المفكر، وخصوصًا الطعن في دينه، وهذا النوع من الطعن يلقى رواجًا واسعًا عند العامة حتى لو لم يقرأوا سطرًا واحدًا لذلك الشخص، لكن مدام قد سمعوا تقرير أحدهم بكفره فهو عندهم كافر أيضا.

طه حسين والشعر الجاهلي

في عشرينات القرن الماضي تحديدًا 1926، أصدر الدكتور طه حسين كتابه في الشعر الجاهلي، وهو تجميع لمحاضرات كان قد ألقاها في جامعة الملك فؤاد الأول، وقد ناقش فيه عميد الأدب قضايا حول الشعر الجاهلي والقرآن، ومما ذهب إليه في ذلك الكتاب أن الشعر الجاهلي الذي وصل إلينا على كثرته هذه فهو ليس من الجاهلية في شيء، وإنما انتُحل في العهد الإسلامي، وأيضًا رأى أن ذكر إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام في التوراة والقرآن ليس كافيًا لإثبات وجودهما تاريخيًا، وقد اعتمد في هذا الكتاب مذهب الشك الديكارتي كما ذكر هو، ليواجه العميد بعدها عاصفة كبرى من الأزهر ومن المختلفين معه وصلت إلى تكفيره، وتقديمه للمحاكمة، وفُصل على إثر هذا الكتاب من منصبه في الجامعة المصرية.

عبد المتعال الصعيدي والتجديد

الشيخ الأزهري عبد المتعال الصعيدي وجد أن يسير على خطى أستاذه محمد عبده، وتوصل في طريقه البحثي إلى أنه لا وجود للخلافة في الإسلام، ورأى بحرية الفرد الدينية، ورفض فكرة هيئة كبار العلماء، وألف عشرات الكتب في التجديد، واجه الشيخ هجومًا ضخمًا، وتمت محاكمته، وتم تكفيره ومطالبته بالاستتابة، وتم فصله من عمله، ثم خففت العقوبات عليه بعد ذلك بأن عزل من منصبه كمدرس في كلية اللغة العربية.

نصر حامد أبو زيد ونقد الخطاب الديني

لم يكن يعلم حامد أبو زيد حينما قدم بحثه لنيل درجة الأستاذية 1992، أن الدنيا ستقوم عليه ولن تقعد حتى وفاته، الأستاذ الجامعي الذي يناقش قضايا البلاغة والتأويل في القرآن بمفهوم علمي مجرد، وجد نفسه أمام المحكمة متهمًا بالردة، وجد القاضي يحكم بأن زوجته أصبحت ليست زوجته بجرة قلم، والساخر في الأمر أن السبب في تكفير الرجل والذي اتهمه بالردة والذي كتب التقرير الذي أرسل به إلى ساحات المحاكم، عبد الصبور شاهين، تم اتهامه بالكفر هو الآخر بعد كتابه أبي آدم، والذي رأى فيه أن آدم ليس أبو البشر إنما أبو الإنسان والذي هو نوع من أنواع البشر اصطفاه الله بالعقل والتفكير.

وهناك الكثير والكثير من الأمثلة التي رأيناها تُكفّر وتُسجن وتُقتل، بسبب أنهم اختلفوا فقط مع الفكر السائد للمجتمع، حتى أصبح الجمود من الفروض وإن خالفت كفرت!.

تابع مواقعنا