معارض إريتري: إثيوبيا لا تراعي حقوق الشعوب ولابد من مواجهة أطماع أديس أبابا (خاص)
قال نجاش عثمان إبراهيم، رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الإريتري للتغيير الديمقراطي، إن الساحة الإثيوبية شهدت تطورات متسارعة خلال الأيام القليلة الماضية بشأن الحرب التي بدأت في الرابع من نوفمبر الماضي بين تحالف الحكومة المركزية الإثيوبية والنظام الإريتري من جانب وحكومة إقليم تيجراي من جانب آخر، حيث انسحب الجيش الفيدرالي الإثيوبي من الإقليم وأعادت القوات التيجراوية سيطرتها عليه.
وأوضح نجاش عثمان، في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24"، أن المجلس الوطني الإريتري للتغيير الديمقراطي كان قد أصدر بيانًا فور اندلاع الحرب في إقليم تيجراي الإثيوبي، أوضح خلاله موقفه المبدئي من التعقيدات التي تحيط بالمنطقة عمومًا، وبهذا الصراع “الإثيوبي-الإثيوبي” على وجه الخصوص، وطالب مرارًا وتكرارًا بسحب القوات الإريترية من إثيوبيا، وكف أيدى النظام الغاشم في إريتريا من التدخل في شؤون الغير.
وأكد “نجاش” على موقفه المبدئي المتمثل في الحياد الإيجابي من هذا الخلاف، مناشدًا أطراف الصراع في الساحة الإثيوبية للجنوح إلى حل خلافاتهم بالحوار والطرق السلمية، حقنًا لدماء الأبرياء، ولبناء إثيوبيا الآمنة والمزدهرة التي نتمنى أن تُراعى فيها حقوق كافة مكوناتها دون أي تغول من طرف على الأطراف الأخرى، ووضع حدٍّ نهائي للأطماع الإثيوبية في إريتريا، لأن في ذلك مصلحة للشعب الإثيوبي والإريتري وكافة شعوب المنطقة.
وأشار إلى أن استمرار الصراعات والتجاذبات في إثيوبيا سيكون له أثرٌ سلبي بالغ على مصير أديس أبابا.
وتابع: المعارض الإيريتري نجاش عثمان، قائلًا: “نود التذكير بموقفنا الذي أدان تدخل النظام الإريتري في الشأن الداخلي الإثيوبي، ومشاركته في الحرب التي دارت في إقليم تيجراي، وندين هذا التدخل السافر من النظام المستبد في بلادنا في هذه الحرب المدمرة، التي تسببت في إزهاق أرواح أبناء الشعب الإريتري في معركة غير معركتهم، وفي أرض غير أرضهم، فضلا عن القتل والتشريد الذي تعرض له شعب تيجراي”.
وأوضح أن "النظام الإيريتري لا يمثل إلا نفسه ومصالحه الضيقة التي في سبيلها ساق شعبنا وبلادنا إلى مخاطر كبيرة تهدد أمن وسلامة البلاد وسيادته الوطنية، جاعلًا من وطننا بهذه التصرفات الطائشة عرضة لكافة الاحتمالات السيئة".
وطالب “نجاش”، الأطراف الإثيوبية المتصارعة بعدم المساس بأمن وسلامة اللاجئين الإرتريين في إثيوبيا؛ خاصة المتواجدين منهم في إقليم التيجراي؛ آخذين في الاعتبار الكثير من التهديدات التي أعقبت المشاركة المشؤومة من قبل النظام الإريتري في الحرب الداخلية الإثيوبية، فإننا نؤكد وبقوة على أن النظام القائم في بلادنا لا يعبر عن إرادة الشعب، لهذا فإننا نحذر النخب السياسية الإثيوبية، خاصة في تيجراي، بعدم اتخاذ أية خطوات تمس بالسيادة الوطنية الإريترية، وسلامة شعبنا بذريعة الانتقام من النظام الإريتري أو بغيرها من الذرائع التي ستؤدي حتمًا إلى الإضرار بحسن الجوار ورعاية المصالح المشتركة ومخالفة المواثيق والعهود والأعراف الدولية التي تحكم العلاقات الطبيعية والمتكافئة بين الدول والشعوب.
كما ناشد الإريتريين المطالبين بالتغيير الديمقراطي داخل البلاد وخارجها إلى نبذ الفرقة، والابتعاد عن الاصطفاف مع هذا الطرف أو ذاك في الصراع الإثيوبي الداخلي، الذي لاحظناه في الشهور القليلة الماضية التي كانت محك اختبار لمواقف الكثيرين من الإرتريين، وأن نهتم ببلادنا وشعبنا، ونسعى بكل عزم وقوة إلى إسقاط نظام الفرد المستبد وإزاحته إلى الأبد، وذلك بتمتين وحدتنا الوطنية، وتفويت الفرصة على جميع المراهنين على تفرقنا وتشتتنا، وأن نعيد لشعبنا حريته وكرامته التي انتهكها هذا النظام لثلاثة عقود متتالية.
ودعا “نجاش”، المنظمات الدولية المعنية إلى تحمل مسؤولياتها الإنسانية في حماية اللاجئين الإرتريين في إثيوبيا والمقيمين هناك، فضلًا عن معاملة أسرى الحرب الإرتريين؛ وفقًا للعهود والمواثيق الدولية ذات الصلة.