ذكرى ميلاد غوستاف مالر.. آخر الكلاسيكيين وبوابة الحداثة
تحل اليوم ذكرى ميلاد المؤلف الموسيقي وقائد الأوركسترا الشهير "غوستاف مالر" والذي ولد في 7 يوليو عام 1860 في مدينة كاليشت النمساوية وقتها، كان الثاني لعائلته ضمن 14 طفلًا، بدأ رحلة تعلمه العزف أولًا على آلة الأكورديون وهو في سن الرابعة ، وفي السادسة كان باستطاعته العزف على البيانو.
كانت للبيئة التي عاش فيها عامل كبير، إذ أنه ولد في النمسا عاصمة الموسيقى الكلاسيكية وقتها.
كتب أول موسيقى له وهو في عمر السادسة فقط، وكان متأثرًا بالموسيقى الدينية اليهودية، وكان لذلك بعض الآثار على موسيقاه فيما بعد، خاصة في سيمفونيته الثالثة والتي استدعى فيها فكرة الخلق والكون، كانت بمثابة تساؤلات عن الإنسان عن الطبيعة وعن الملائكة، وتعتبر أطول سيمفونياته على الإطلاق، فَعزفها يتجاوز الساعة والنصف.
بدأ في تعلم العزف والموسيقى بشكل نظري مع موسيقيين محترفين، مما ساعده أن يصبح عازفًا متمكنًا، وقدم بعدها أولى حفلاته أمام الناس، والتحق بمدرسة "Neustedler" في براغ، لكنه تركها سريعًا، ومع موهبته الواضحة واستكمال عروضه أمام العامة، رآه أحد التجار فأقنع والده أنه لابد من إرسال مالر إلى فيينا، وبالفعل سافر غوستاف إلى فيينا ونجح في أن يُقبل في الكونسرفتوار، فدرس مع إبشتاين وروبرت فوش وتعلم التأليف الموسيقي مع فرانز كرين.
ألف مالر الكثير من الأعمال الهامة والخالدة في الموسيقى الكلاسيكية، ومن أهمهم أغنية الأرض، والسمفونيات الثالثة والخامسة والتاسعة والعاشرة، بالإضافة إلى الأعمال الغنائية وغيرها، كما كان مالر أشهر قائد أوركستر في زمنه حيث قاد الفرقة السمفونية الملكية في بودابست وعمل مديرًا لدار أوبرا فيينا، وقاد العديد من الفرق الكبيرة في عدة دول أوربية.
تعد أعمال غوستاف مالر همزة الوصل بين الأعمال الكلاسيكية القديمة وبين الاتجاه الحداثي في الموسيقى، ويعتبر أيضًا آخر الكلاسيكيين الكبار، وقال مالر عن أعماله أنها ستدوم وتظل لفترات أطول من أعمال شتراوس والذي كان معاصره في تلك الفترة، وتمنى أن تعزف أعماله كمجموعة كاملة بعد وفاته، وهو ما حدث ويحدث، وتوفي مالر في فيينا عام 1911.