هل تؤثر الولايات المتحدة في قرار مجلس الأمن لإنهاء أزمة سد النهضة الإثيوبي؟.. خبراء يجيبون
تتجه أنظار المصريين خلال الساعات المقبلة إلى مجلس الأمن الدولي، للتعرف على مصير الجلسة المرتقبة بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي، خاصة بعدما أعلنت أديس أبابا رسميًا بد الملء الثاني للسد، الذي أضحى يمثل أزمة يأمل الكثير من المصريين والوطن العربي، في توصل إلى تسوية مستدامة لها، كونها تؤثر في الأمن المائي لمواطني كل من مصر والسودان.
ومؤخرًا دعت الخارجية الأمريكية، الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، لاستئناف المفاوضات، وخفض التوتر، ما يشير إلى إمكانية الخروج الخروج بردود إيجابية خلال الجلسة المرتقبة لمجلس الأمن، باعتبار الولايات المتحدة الأمريكية تمثل إحدى الدول الرائدة بالمجلس الأممي.
عودة المفاوضات أفضل سيناريو
السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن أفضل سيناريو يمكن أن يصدر من مجلس الأمن الدولي غدًا الخميس، يتمثل في المطالبة بعودة الأطراف الثلاثة إلى مفاوضات جدية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24" أنه يجب أن يتم تحديد جدول زمني لتلك المفاوضات على أن تنتهي بنهاية شهر يوليو الجاري، للوصول إلى اتفاق لا يضر بالأطراف الثلاثة، إلى جانب مناقشة النتائج التي تتوصل إليها المفاوضات خلال جلسة ثانية للمجلس.
واستكمل بيومي، أن المجلس لن يعاقب إثيوبيا بشكل مباشر، وتمثل ذلك فيما أعلنته كل من أمريكا وفرنسا خلال الأيام الماضية، بدعوة الأطراف الثلاثة للعودة إلى مفاوضات جادة، موضحًا أنه يمكن أن تتضمن المفاوضات حضور من قبل الأمم المتحدة من خلال تعين مبعوث لتلك المفاوضات.
قرار مُشدد من مجلس الأمن
وفي السياق ذاته قال اللواء محمد عبد الواحد، متخصص في الشأن الإفريقي، إن بيان الخارجية الأمريكية سيكون له مردود إيجابي داخل جلسة مجلس الأمن المقررة غدًا، إلى جانب مشروع القرار العربي بشأن سد النهضة المقدم من تونس.
وأشار في تصريحات خاصة لـ "القاهرة 24" أنه يجب على مجلس الأمن أن يعي المسؤولية الدولية فيما يتعلق بأزمة سد النهضة، وأن يصدر قرار للمحافظة على مبادئه التي جرى انشاء الأمم المتحدة من أجلها، وأنه يجب أن يتم إصدار قرار متشدد ضد أديس أبابا للمحافظة على مبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وفيما يتعلق بمشروع القرار العربي، أوضح أنه سيتم تمرير مشروع القرار، ولكن لن يتم الموافقة عليه من قبل كافة الدول، مشيرًا إلى وجود بعض الدول التي سترفض القرار، ودول ستمتنع عن التصويت، بسبب وجود مصالح مشتركة مع أديس أبابا، أو موقف مماثل باعتبارها دول منبع كإثيوبيا وتريد تكرار الموقف الإثيوبي في سد النهضة.
وأكد عبد الواحد، أن القرار الفاعل لمجلس الأمن يتمثل في الوقف الفوري للملء الثاني لسد النهضة، إلا أن توقيت إصدار القرار جاء متأخرًا خاصة أن إثيوبيا بدأت الملء الفعلي للسد قبل إخطار كل من مصر والسودان، بشكل رسمي ببدء الملء، وإحالة الأطراف الثلاثة إلى محكمة العدل الدولية.
كما يمكنه طلب العودة إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى في الإطار الإفريقي، للوصول إلى اتفاق خلال مدة زمنية يجري تحديدها من قبل مجلس الأمن.
مجلس الأمن لن يصدر قرارًا
ومن جانبه قال السفير أحمد حجاج، الأمين العام الأسبق لمنظمة الوحدة الإفريقية، قال إنه لن يتم الوصول إلى قرار ضد إثيوبيا خلال الجلسة المرتقبة بمجلس الأمن الدولي غدًا، معللا ذلك بوقوف كل من الصين وروسيا، اللتين تمثلان مجموعة الدول الخمس “صاحبة قرار الفيتو” ودائمة العضوية مع الجانب الإثيوبي.
وأضاف حجاج في تصريحات لـ "القاهرة 24" أنه ستُطالب الدول الثلاثة من قبل مجلس الأمن الدولي بالعودة إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى، وعدم اتخاذ إجراءات أحادية من قبل أديس أبابا، مشيرًا إلى أن مصر وضعت قضية النهضة أمام المجتمع الدولي للحصول على موقف دولي فيما يتعلق بأزمة السد.
ويلقي، غدًا الخميس، سامح شكري، وزير الخارجية، كلمة مصر في جلسة مجلس الأمن الدولي حول سد النهضة الإثيوبي.
وأجرى شكري سلسلة من اللقاءات خلال زيارته الحالية إلى نيويورك مع مندوبي الدول العربية والإفريقية والأجنبية، لاستعراض الموقف المصري الثابت تجاه قضية سد النهضة والقائم على ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السد، يراعي مصالح الدول الثلاث ويحفظ حقوق مصر المائية.