في ذكرى ميلاد مارك شاغال.. تعرف على التشكيلي الأبرز بزمنه
وُلد في مثل هذ اليوم 7 يوليو عام 1887، أحد أعمدة الفن التشكيلي الحديث، وأحد أساتذة الرمزية في العالم، مارك شاغال، في مدينة ليوزونو الواقعة في روسيا البيضاء.
وانحدر شاغال من عائلة يهودية، وكان أكبر إخوته التسعة، وكانت أسرته فقيرة الحال، حيث كان والده يعمل وقتها تاجر أسماك، وأثرت تلك الفترات على نشأته الفنية وتكوين شخصيته، والتي يقول عنها الدكتور ثروت عكاشة في كتابه عن مارك شاغال: إن نشأته الريفية طبعت في عقله الكثير من الحكايات الأسطورية، والتي خلفّت في نفسه رهافة حس ورقة وحنان طبعًا في نفسه.
وعن بداية تعلمه فن الرسم بشكل أكثر احترافية، فذلك يعود إلى اتصاله بفنان في بلدته يُدعى ياهودا بن، وهو في الثامنة عشر عام 1906، وبعدها التحق بمدرسة “Society of Art Supporters” بسانت بطرسبرج، ودرّس له هناك نيكولاي رويتش، وعاش فترات صعبة في سانت بطرسبرج بسبب اضطهاد اليهود هناك، ودخل السجن بسبب ذلك، وفي عام 1910 هاجر إلى باريس ليبدأ رحلته وانطلاقته الهائلة في عالم الفن التشكيلي من هناك.
عمل مارك شاغال بعض الوقت كمدرس لفن التصوير لأيتام الحرب قرب مُوسكو، وأقيم أول معرض له في باريس عام 1924، ورحل إلى أمريكا هربًا من الحروب النازية عام 1941، وبعد 3 سنوات هناك توفيت زوجته بيلا، التي كان مُتعلقًا بها كثيرًا، وخلفتّه في حزن شديد، والذي نجده في سيرة زوجته التي ترجمها من الروسية للفرنسية حيث قال في خاتمتها: "لقد تراكم الظلام وعشش أمام عيني".
ويُعد شاغال من أهم وأشهر الفنانين التشكيليين في زمنه وحتى اليوم، حيث تكتظ بأعماله أهم المتاحف العالمية، وأسقف دور الأوبرا الكبيرة كأوبرا باريس، ويقول الدكتور ثروت عكاشة: إن التصوير عنده أشبه ما يكون بالموسيقى، كل لمسة فرشاة فيها كأنها اختلاجة قوس على كمان، تستوحي في عزفها ما تمليه عليها الذكريات".
وعمل الفنان التشكيلي أيضًا في تصميم ديكورات المسرح وملابس الممثلين، وأعمال الفُسيفساء على زجاج النوافذ وأهمهم كاتدرائية سانت ستيفن الموجودة في مدينة مينز بألمانيا، حيث يذهب الآلاف كل عام ليشاهدوا أعمال الفسيفساء على النوافذ هناك.
وأهم لوحاته: الجنود 1912، لوحة الفنان ذا السبع أصابع 1913، لوحة الشاعر 1911، باريس من خلال نافذتي 1913، لوحة التجلي عام 1918، لوحة حلم يعقوب 1950 على صينية خزفية، العاشقان والوحش 1957 على فازة، وغيرهم مئات من الأعمال التي تملئ متاحف العالم، وتوفي مارك شاغال في 28 مارس عام 1985.