تعرف على "سر الزيجة".. ولماذا لا يوجد طلاق في المسيحية؟
يعتبر "سر الزيجة" أساس الأسرة، حيث يصبح به الزوجان جسدًا واحدًا، وهو أحد الأسرار السبعة المقدسة في الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية، ورفعت المسيحية من قيمة الزواج والأسرة؛ والتي تعد بمثابة الأعمدة الأساسية والوحدة المركزيّة للمجتمع المسيحي وهي في المفهوم المسيحي كنيسة صغيرة.
ويعد أيضًا من أول الأسرار التي أسسها الرب الإله في المسيحية منذ بدء الخليقة، وهو الذي أتم السر بنفسه، قائلًا: “لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَه، وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ”. 23 فَقَالَ آدَمُ: “هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ؛ لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا". سفر التكوين 22-18:24
ويشهد “سر الزيجة أو الإكليل” في المسيحية عدة طقوس إيمانية خاصة يردد الكاهن خلال الحفل بعض الكلمات قائلًا: "أليسون إيماس.. أبانا الذي.." ثم تبدأ صلاة الشكر، وتعلو داخل الكنيسة ألحان قبطية تعرف بـ"الفرايحي"، وفي نهايتها يرتل الشمامسة لحن "تي شوري"، وهو لحن خاص بتذكير العروس بالسيدة العذراء، ثم يضع الكاهن خمس أيادي بخور في الشورية ويصلي سر بخور البولس ويرفع البخور يده بالصليب على رأس العروسين ويعلن بركة إتمام هذا الطقس.
ويتمتع هذا السر المقدس بخصوصية إيمانية كبيرة، إذ يرمز الزواج في المسيحية إلى الحياة الأبدية، وتحرص الكنيسة على منح المقبلين على الزواج المعلومات الصحية الإنسانية والاجتماعية الكاملة؛ وكيفية التعامل مع الأزمات ذلك لإعداد أسرة تساعد على بناء مستقبل.
لماذا لا يوجد طلاق في المسيحية؟
"فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ"، عقيدة مسيحية راسخة تمنع بشكل قاطع الطلاق في المسيحية إلا لعلة الزنا، حيث يقول الكتاب المقدس في هذا الصدد: “إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي”. إنجيل متى 9,6:19؛ لهذا السبب يُمنع الطلاق والزواج مرة أخرى في المسيحية.
زواج الأرامل تحليل وليس إكليل
رتبت الكنيسة أن يُعقد الإكليل أي عقد الزواج المسيحي كاملا متى كانا بكريين “أي غير مترملين”، غير أنها في الوقت ذاته تُصرح بعقد الإكليل كاملا إذا كان أحدهما بكرا “كما لو كانا بكرين”، حيث جاء في قوانين الكنيسة ما نصه: “وإن كان المتزوجين أرامل، فلا يكون لهم بركة إكليل؛ لأن هذه البركة إنما هي مرة واحدة وهي ثابتة على أربابها وباقية فيهم أبدًا وتكون صلوة الكاهن لهم بالاستغفار، وإن كان أحد المتزوجين بكرًا فيبارك وحده”، وهذه السُنة للرجال والنساء جميعا.
كما تم التأكيد على هذا الكلام في كتاب الصلوات الطقسية الشهير في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كما يوجد بنفس الكتاب في باب سر الزيجة "صلاة الزيجة الثانية للأرامل"؛ للتفريق بينها وبين الصلاة الأخرى، فهي مجرد صلاة مباركة للطرفين وليست إكليلًا، ففي الحالتين هي سر كنسي، ولكن التحليل هنا معناه موافقة الله.