سد النهضة والانتخابات الإثيوبية.. خبراء يكشفون موقف آبي أحمد من المفاوضات ومصيره في تيجراي (تقرير)
حظيت نتائج الانتخابات الإثيوبية، التي أعلنت نتائجها السبت، باهتمام الكثير من المصريين، خاصة بعدما تصدر حزب الازدهار الذي يترأسه رئيس الوزراء آبي أحمد، بنتيجة تصل إلى 95% من نتائج الانتخابات.
وتطلع المصريون إلى إمكانية خسارة حزب "آبي" للانتخابات، وهو لأمر الذي قد يترتب عليه تغيرًا في حكومة أديس أبابا، التي دأبت على التعنت في مُفاوضات سد النهضة الإثيوبي في الآونة الأخيرة، وذلك بعد إعلان وزير الري، بدء الملء الثاني للسد، قبيل أيام من جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت الخميس الماضي، ليتساءل المصريون عن مصير مُفاوضات سد النهضة الإثيوبي عقب جلسة الأمن الدولي، وإعلان نتائج الانتخابات البرلمانية.
تغيير محتمل في سد النهضة
الدكتور هبة البشبيشي، خبيرة الشؤون الإفريقية، قالت، إنه عقب صدور نتائج الانتخابات الإثيوبية البرلمانية، سيعود رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وحكومته إلى مفاوضات سد النهضة، لأنه حصل على مطامعه من الانتخابات.
وأضافت البشبيشي في تصريح لـ "القاهرة 24" أنه سيكون هناك تغير بالموقف الإثيوبي في أزمة مفاوضات سد النهضة، وسيكون هناك مُرونة في المُفاوضات يمكن لمصر والسودان البناء عليها مُستقبلا في المفاوضات، مشيرة إلى أن مُفاوضات سد النهضة لا تتوقف على الانتخابات فقط، وإنما يجب أن ننتظر ما سيؤول إليه تصويت مجلس الأمن الدولي.
واستكملت: “مفاوضات سد النهضة ستعود مرة أخرى إلى الاتحاد الإفريقي، وفي حال إقرار المشروع التونسي سيتم تحديد زمن للمُفاوضات بين الدول الثلاثة”، موضحة أنه من المنتظر أن تبدأ مصر في إجراء خطوات داخل الاتحاد الإفريقي بتقديم شكوى حول سد النهضة إلى مجلس الأمن والسلم الإفريقي.
مصير آبي أحمد في إقليم تيجراي
وفيما يتعلق بمصير رئيس الوزراء الإثيوبي تجاه الاتهامات الموجهة إليه في إقليم تيجراي من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، أوضحت الدكتورة هبة البشبيشي، في تصريحاتها لـ "القاهرة 24" إنه سيتم تقديم رئيس الوزراء الغثيوبي إلى المحكمة الجنائية الدولية للمحاسبة على ما ارتكبه من جرائم في إقليم تيجراي خلال الأشهر الماضية.
واستكملت: "آبي" سيواجه نفس مصير الرئيس المالي السابق أبو بكر كيتا، إذ تم تقديمه للجنائية الدولية عام 2020 عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2018".
وأشارت إلى أن إقليم تيجراي يستعد للانفصال عن إثيوبيا وإعلان استقلاله، مؤكدة أنه لن يهدأ الإقليم عقب فوز آبي احمد بالانتخابات، لكنهم سيتوجهون للسيطرة على باقي أقاليم الدولة في حال استمر آبي أحمد في مُواجهتهم للسيطرة على الإقليم، ورفض استقلالهم عن إثيوبيا.
سد النهضة لا يتأثر بالانتخابات
في ذات السياق، صرح الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام لدراسات دول حوض النيل، بأن نتائج الانتخابات الإثيوبية لن يكون لها تأثير على الموقف الإثيوبي في سد النهضة بشكل كبير.
وأوضح رسلان أن الانتخابات الإثيوبية غاب عنها الأحزاب الرئيسية المؤثرة، وهناك أقاليم لم تشهد انتخابات كإقليم تيجراي الذي يُمثل 6% من سكان إثيوبيا، مضيفا أن آبي أحمد يستخدم سد النهضة للمُتاجرة السياسية الداخلية كمُبرر لفشله الداخلي والخارجي.
وفيما يتعلق بالانتخابات، استطرد "رسلان" أنه جرى الإعداد مُسبقًا لفوز حزب آبي أحمد، بالانتخابات للحصول على الشرعية السياسية أمام المجتمع الدولي.
سد النهضة وإقليم تيجراي
من جانبه، أفاد جمال عنقرة، المحلل السياسي السوداني، بأن سد النهضة يمثل "طوق النجاة" لرئيس الوزراء الإثيوبي، إذ يحاول من خلاله توحيد الجبهة الداخلية والتغطية على هزائم الجيش الإثيوبي.
وأكد عنقرة أن الموقف الإثيوبي عقب حصول حزب الازدهار الذي يترأسه "آبي أحمد" على الأغلبية، يمكن أن يتغير من خلال إظهار الكثير من المرونة في المفاوضات خاصة بعد ضمان بقائه في السلطة.
اقرأ أيضا.. "لعبة سياسية".. محلل إثيوبي: آبي أحمد استغل أزمة سد النهضة للسيطرة على السلطة وسيعود للمفاوضات (خاص)
واستطرد: “آبي أحمد استخدم سد النهضة داخليًا للبقاء في السلطة ورفع الروح المعنوية للجيش الإثيوبي بعد تلقيه العديد من الهزائم في إقليم تيجراي، وعلى الحدود السودانية، وأنه سيظهر المرونة في مفاوضات سد النهضة مع مصر والسودان لتحسين مظهره الخارجي، خاصة بعد جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن السد، ولوم الكثير من الدُول المشاركة له على تعنته في المفاوضات مع دولتي المصب”.