"الجبالي صاحب جدع".. قصة شاب شارك "عريس الإسكندرية" في حادث الموت
"الجبالي صاحب جدع".. هذه العبارة هي أول ما تُردد عند تناول أطراف الحديث عنه.. هذا الشاب الذي لقي مصرعه مع صديقه العريس في حادث السقوط من أعلى ونش أثناء رفع الأثاث في منطقة السيوف بالإسكندرية الجمعة الماضية، حيث رفض أن يصعد صديقه بمفرده أعلى الونش وأصر على مُشاركته.
الجبالي طارق الجبالي؛ هو شهيد الصداقة مثلما أطلق عليه أهالي المنطقة، حيث اعتبروا أن وفاته في الحادث مع صديقه "محمود عبد ربه" جاءت تكملة لرحلة الصداقة القوية التي تجمع الشابين منذ سنوات طويلة، ويبدو أن القدر جمعهما في الموت أيضًا بالسقوط من أعلى "الونش".
قبل الحادث بلحظات، ومع كل خطوة صعد فيها الشابان لأعلى مع رافعة الأثاث، ومع حالة البهجة التي انتابت العريس "محمود"، كان الجبالي أكثر منه فرحة ولم يتوقف عن “التسقيف”، فيما كان الحضور من أقاربهم وأصدقائهم الذين يقفون في الأسفل يرقصون لهما مُشاركة لفرحتهما العارمة، حتى سقط الشابان معًا في مشهد مأساوي.
الجبالي أيضًا كان يستعد للزواج خلال أشهر قليلة، وأصيبت خطيبته بحالة نفسية حرجة عقب وفاته في الحادث، أما أسرته فوضعها لا يقل مأساة عن أسرة "عبد ربه"، ورغم عدم حضور أحد منهم الحادث سوى شقيقه الذي شاهد موته أمام عينيه، إلا أنهم جميعًا أصيبوا بفاجعة لم يتخلصوا من شِدتها حتى الآن.
صباح يوم الحادث، وفي الوقت الذي كان يستعد فيه محمود أحمد عبد ربه “العريس” الذي بدأ في تجميع الأهل والأصدقاء والجيران لمشاركته في نقل أثاثه إلى عش الزوجية الذي كان يُجهز له، كان "الجبالي" أيضًا “يعزم” من يستطيع من أصدقائهم، كونه يعد نفسه صاحبًا للفرح.
أما أحمد عبد ربه، والد العريس المجني عليه، قال في تصريح لـ"القاهرة 24" إن الجبالي كان شابًا خلوقًا وصديقًا مُساندًا، ويوم الحادث في الوقت الذي تحرّك فيه العريس لاستقبال أسرة خطيبته من منزلها بمنطقة القباري والتحرك مع الأثاث حتى منزلهم بشرق الإسكندرية، كان الجبالي يجلس أمام شقة الزوجية حتى يكون في استقبال الضيوف بدلًا عن صاحبه.
مساندة "الجبالي" لصديقه العريس كانت أيضا في أعمال تجهيز منزله الجديد، فقد كان يُشاركه أعمال التشطيبات والوقوف مع عُمال النقاشة والسباكة وأعمال الكهرباء، وكان يظن كلا منهما أنه سوف يُرد له هذا الدعم الأخوي في تجهيزاته التي كان من المُقرر أن ينهيها قبل فرحه بعد شهور قليلة.
ومنذ يوم الحادث حتى الآن لم يتوقف الحديث في منطقة السيوف “محل الحادث” عن هذا الشاب الخلوق الذي شارك صديقه حياته ولحظة موته، وانكسرت قلوب ذويه على فراقه.