صابر و"وجه القمر".. قصة حب لا تعرف العادات والتقاليد
وُلد بينهما الحب في سهرة نوبية تحكي عن العادات والتقاليد المُتوارثة في أرض الذهب، فبينما كان يحكي "صابر عسكر" عن تاريخ أجداده العريق، حدّقت "أونتي" في ملامحه الأصيلة لتقع في غرامه، ويجمعهما القدر بأن يكونا زوجين، رغم اختلاف العادات والتقاليد، كونها فتاة فرنسية لا تعرف عن بلاد الجنوب سوى نيلها الأزرق وجمال طبيعتها وسِحرها الجذاب.
في أغسطس الماضي، تزوج صابر من “أونتي” وبعد مرور شهرين على زواجهما، ومخالطتها لأهالي النوبة ومعاملتهم الطيبة، وقراءتها لتعاليم الدين الإسلامي السمح، طلبت المرأة الفرنسية من زوجها، مُساعدتها في اعتناق الإسلام الذي جاء عن اقتناع تام منها.
وأكد صابر أن أفعال وحركات “أونتي” قبل دخولها الإسلام، كانت تشير إلى كونها مُسلمة ينقصها نُطق الشهادتين.
وقال صابر في منشور عله عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إن لقائهما الأول كان في حفلة بمنطقة غرب سهيل، يحكي فيها عن العادات والتقاليد والأكلات النوبية، وبعد أن أنهى كلمته بالحفلة، عبرّت أونتي له عن مدى إعجابها بما قاله، مشيرًا إلى أنه حدثت صداقه بينهما في بداية الأمر، وتشاركا الأفكار والرؤى، حتى تأكدا من وجود رابط حب بينهما، ليبدأ صابر في إجراءات الزواج.
وأشار إلى أنه رغم الضائقة المالية التي تعرّض لها بسبب تجهيزات الزواج والتي دفعته إلى الحصول على قرض من البنك في بداية الأمر، إلا أن “أونتي” ساندته ولم تتخل عنه ولم تُفكر في الرجوع إلى موطنها، ولو لمرة واحدة، بل اكتسبت طابع الشهامة والأصالة، دون أي مصالح لا تعرف لون بشرة أو وطن أو جنس، لكن حبها كان بمثابة رسالة سلام، وحب للجميع.
وجه القمر
تمضي الأيام ليُطلق صابر على زوجته اسم "أونتي"، والتي تعني "القمر" بالنوبي، بعد أن كان اسمها الحقيقي "مانو"، وتعني ملكة البحار.
وأعرب صابر عن سعادته بامتلاكه أسرة عوضتّه عن أمور كثيرة، قائلا: "ربنا عوضني في وقت كنت فقدت فيه الأمل، وزادت فرحتي بنجلي إبراهيم".
واختتم صابر قصته، مُوجهًا الشكر لكل من ساعد زوجته في إعلان إسلامها دون أي مُقابل مادي وعلى رأسهم "السيد الإدريسي" الذي ساعده هو وزوجته، لتشهر إسلامها بجانب صديقه "عموري" الذي استضافهما في أشد الفترات التي كانا يعانيان فيها من الضيق.
