مخاوف من سيناريو 2020.. ما علاقة الملء الثاني لسد النهضة بفيضانات السودان؟
مخاوف كبيرة تلاحق السودان حكومة وشعبا من تكرار مأساة فيضانات العام الماضي التي أودت بحياة العشرات وشردت الآلاف ودمرت آلاف المنازل أيضا، جراء ارتفاع مناسيب المياه وارتفاع معدلات الأمطار والفيضان القادم من الهضبة الإثيوبية، بعد اكتمال الملء الثاني لسد النهضة قبل أيام.
وقبل يومين، أعلنت غرفة الطوارئ والفيضانات بولاية مروي بشمال السودان حالة الطوارئ بعد وصول كميات كبيرة فوق المتوقع من المياه لبحيرة سد مروي.
وأكدت مصادر مطلعة استمرار تشغيل خزان مروى على النيل الرئيسي واستمرار ورود مياه الفيضان المحملة بالطمي والقادمة من خزان الروصيرص على النيل الأزرق تحديدا، بالإضافة إلى كميات من عطبرة.
وأوضحت المصادر أن خزان مروي على الشلال الرابع ويستوعب المياه القادمة من أنهار عطبرة والأزرق والأبيض، ويُطلق تدفقات شمالا وصولا إلى مصر، حيث أنه الخزان الأخير للسودان قرب الحدود المصرية وسعة خزان مروي 12.5 مليار متر مكعب.
ويتساءل كثيرون حول علاقة الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي والانتهاء منه، بزيادة منسوب المياه وزيادة حجم الفيضان والمياه القادمة إلى السودان، فهل هناك علاقة بين ملء سد النهضة وفيضان السودان؟.
تقول أسمهان إسماعيل إبراهيم، الباحثة السودانية في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الخرطوم، إنه حسب الإفادات الرسمية فإن غرفة طوارئ سد مروي ذكرت أن هناك كميات كبيرة من المياه غير متوقعة وصلت بحيرة السد والتي تعتبر أكبر مسطح مائي في السودان ويقع السد في مدينة مروي شمال السودان ويبعد عن الخرطوم 740 كيلو ويُستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية بسعة تخزين 12 مليار متر مكعب.
وأوضحت لـ "القاهرة 24"، أن وزارة الري السودانية أرجعت زيادة المياه في سد مروي إلى ارتفاع منسوب المياه في النيل الأزرق بسبب الأمطار الغزيرة في الهضبة الإثيوبية، موضحة أنه مع الملء الثاني لسد النهضة وحسب ما أعلنت إثيوبيا سيكون التخزين بسعة 13.5 مليار متر مكعب وتوقع السودان موجة جفاف عالية جدا تؤثر علي الإنسان والبيئة معا، وبعد الإعلان عن نهاية ملء السد بنجاح تفاجأ السودان بوصول مياه النيل الأزرق بمعدلات تشير إلى حدوث فيضانات عاتية.
وأشارت إلى أن ذلك دفع القائمين على سد الروصيرص بفتح بوابتين من بوابات السد للتخلص من فائض المياه التي اتجهت لسد مروي علي نهر النيل، والذي بدوره تم فتح بوابتين من بواباته لتصريف 150مليون متر مكعب من المياه الزائدة والتي تهدد القري حول النيل والمشاريع الزرااعية، فأعلنت وزارة الري حالة الطوارئ تفاديا لخطر الفيضان.
وشددت الباحثة السودانية على أنه من الواضح أن ملء السد لم يتم وفقا للسعة التخزينية التي ذكرتها إثيوبيا، وهي 13.5 مليار متر مكعب، إنما كان الملء بسعة 3 إلى 4 مليار فقط وما ذكرته إثيوبيا من معلومات خاطئة حول الملء تكذبه المياه المندفعة بغزارة تجاه السودان.
وأوضحت أسمهان أنه يبدو أن إثيوبيا تُعاني من إشكالات فنية حالت دونها والوصول للملء حسب النسبة التي أعلنتها مسبقا، لافتة إلى أنه في حالة كان هناك اتفاق قانوني ملزم بين مصر والسودان وإثيوبيا حول ملء السد ستتوفر المعلومات وسيحتاط السودان، إما لجفاف قادم أو فيضان قادم أو فرض قيود قانونية تحفظ لمصر والسودان حقوقهما المائية.
ولفتت الباحثة السودانية إلى أنه ما دام إثيوبيا لم تتمكن من ملء السد حسب النسبة التي أعلنتها ما زال في يد مصر والسودان إمكانية محاولة الوصول لاتفاق قانوني عبر الاتحاد الافريقي والدول الصديقة.
لكن الدكتورة تماضر الطيب، الأستاذة بمركز الدراسات الدبلوماسية بجامعة الخرطوم، رأت أن إعلان حالة الطوارئ في منطقة مروي بسبب زيادة منسوب المياه عن المتوقع والسبب خشية تكرار فيضانات العام الماضي، مضيفة أنه ليس هناك رابطا بين الأمر وسد النهضة لأن ازدياد منسوب المياه سببه هطول امطار غزيرة في الهضبة الإثيوبية.
وشددت على أن هذه الأمطار الغزيرة ساهمت في سرعة اكتمال الملء الثاني، لافتة إلى أن منسوب مياه الأمطار في السودان قد زاد هو الآخر حاليا الأمر الذي قد يهدد بفيضان.