بعد إعدام الأب.. تفاصيل مقتل طفل على يد والده في الدقهلية

أسدلت محكمة جنايات المنصورة، الستار على قضية مقتل طفل على يد والده، بقرية طناح التابعة لمركز المنصورة، بعدما ذبحه بـ "مشرط طبي"، في واقعة شغلت الرأي العام، وقررت إعدامه شنقًا.

وتعود الواقعة لشهر يناير الماضي، حيث تلقى اللواء رأفت عبدالباعث، مدير أمن الدقهلية، إخطارًا من اللواء مصطفى كمال، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ من الأهالي، بعثورهم على جثة طفل مجهول ملقى على جانب إحدى الترع بين قريتي ديبو عوام وميت عوام التابعتين لمركز المنصورة.

وانتقل ضباط مباحث المركز لمكان البلاغ، وبالفحص ومناظرة الجثة، تبين أنها لطفل يدعى "أدهم م. ح." 13 سنة، ومبلغ باختفائه خلال توجهه لـ "الجيم"، في اليوم السابق للعثور عليه، وبه جرح قطعي بالرقبة.

ولأهمية الواقعة، تم تشكيل فريق بحثي لكشف غموض الجريمة، فالمجني عليه طفل في عقده الثاني، ومصاب بكهرباء زائدة بالمخ، وأسرته طيبة السمعة، ولا يوجد خلافات لها مع أحد، فمن دبر وخطط لقتله؟.

72 ساعة قادت فريق البحث الجنائي لضبط المتهم، وكانت الصدمة عندما انهار الأب واعترف بقتل نجله ليريحه من آلام مرضه.

"قتلته قبل ما يقتلنا"..

اعترافات مثيرة سردها الأب أمام النيابة العامة، حيث أكد أن نجله مصاب بفرط حركة وكهرباء زائدة بالمخ، وتنتابه حالات هياج شديدة، كانت تدفعه للتشاجر مع جيرانه وأصدقائه.

وأضاف أنه قبل الواقعة، سمعه يحدث نفسه قائلًا: "إن أسرته تحب شقيقته أكثر منه، ويجب عليه التخلص منهم جميعًا"، فقرر قتله ليريحه من آلام مرضه، وخوفًا من تنفيذ مخططه.

وأوضح الأب، أنه ليلة الحادث طلب من زوجته إرسال محفظة نقوده مع "أدهم"، وطلب منه انتظاره أمام كوبري القرية، واستقل الطفل معه سيارته في الكنبة الخلفية.

ورصدت كاميرات المراقبة السيارة خلال سيرها في اتجاه مدينة دكرنس، ثم الاتجاه لقرية ميت خيرون، وهناك دخل الأب إحدى الصيدليات واشترى "مشرطًا طبيًّا ومنومًا".

 المتهم وضع المنوم لنجله في العصير

وكشفت التحقيقات، أن المتهم وضع المنوم لنجله في العصير حتى استغرق في النوم، ثم تدبر مكانًا هادئًا داخل إحدى الأراضي الزراعية على جانب ترعة بناحية قرية ديبو عوام التابعة لمركز المنصورة، وذبحه بالمشرط، وترك جثته وعاد لمقر عمله بالقرية.

وعبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أطلق الأب صرخات تفيد بتغيب نجله عن المنزل، وكتب منشورًا أرفق به صورة الطفل، قائلًا: "يا رب قلبي هيخرج من صدري"، لإبعاد الشبهة عن نفسه.

وأمام رجال المباحث، أدلى الأب بتفاصيل متضاربة عن نجله، حتى انهار معترفًا بقتله بدم بارد، وأجرى تمثيلًا كاملًا للجريمة، وبعد 6 أشهر قضت محكمة جنايات المنصورة بإعدامه شنقًا، بعد موافقة مفتي الجمهورية.