من عصر الفراعنة إلى القرن 21.. فن "الكاريكاتير" بين التراجع والازدهار
في عام 1990 تم الإعلان عن الإصدار الأول من برنامج فوتوشوب، لتأتي السنوات اللاحقة بتطورات هائلة في فنون التصميم، وبعد فترة ليست كبيرة تم اعتماد البرنامج كخيار أول لأي عمل فني، وأخذت الشركة في إصدار برامج كثيرة تتعلق بفن الرسم والتصميم، مثل أدوبي ألستريتر وإنديزاين، لتحدث بتلك الثلاثية ثورة هائلة في عالم التصميم، لكن هل سبب ذلك تراجعًا لبعض الفنون كفن الكاريكاتير؟
في البداية ما هو الغرض من فن الكاريكاتير، وما أهميته؟ هو فن وضع للتعبير عن الأوضاع القائمة لكن ليس بحديث لفظي أو لغوي، إنما بالصورة والألوان، تتم به التعبير بشكل ساخر عن رفض وضع أو عن الميل نحو رأي ما أو أي شيء، ويرجع بعض الباحثين إلى أن تاريخ هذا الفن يعود إلى الفراعنة، حيث استخدموا بعض الرسومات الهزلية، التي فيها جسم حيوان ورأس إنسان، أو حيوان يأخذ وضعية إنسان.
لكن فن الكاريكاتير المعروف لنا الآن بدأ مع ظهور الصحف، وبدأ في الانتشار مع قيام ثورة 19 التي ألهمت الرسامين وقتها، بالتعبير عن الأوضاع السياسية الراهنة، لكن قفزته الحقيقة كانت في أعقاب ثورة يوليو 52.
كانت الرسومات الكاريكاتورية من أهم ما يبحث عنه القارئ المصري، فهو ينقل نقمه على وضع ما كغلاء الأسعار أو أداء مسؤول بصورة ساخرة، وهو ما تميز به المصري عبر الزمن، من نقده للأوضاع بالسخرية والنكات فكان أقرب لهم من المقالات الطويلة والخطب الرنانة.
كان هناك لهذا الفن أعلام اشتهروا في الأوساط الثقافية والشعبية منهم أحمد طوغان وألكسندر صاروخان وصلاح جاهين.
وفي القرن الواحد والعشرين أخذ هذا الفن يتراجع شيئًا فشيًا، حتى قارب على الاختفاء مؤخرًا، لكن هناك البعض من يقول إنه تطور، ولم يختفِ، هو موجود في صورة ما يعرف بـ "الكوميكس" فهو كاريكاتير لكن في صورة مختلفة عن المعروف، يناسب العصر والتطور التكنولوجي، ويصنع بالوسائط الحديثة، بل أصبح انتشاره أسهل وأسرع، كما تم دمج العديد من الفنون المختلفة في هذا الشكل الحداثي، فهل ترى عزيزي القارئ بصحة هذا الرأي؟ أم أنه لم يعد هناك ما يعرف بالكاريكاتير؟
