استشاري نفسي: الصداقة ترفع هرمون السعادة وتزيد من عمر الإنسان بنسبة 50%
يحتفل العالم اليوم الجمعة الموافق 30 يوليو، باليوم العالمي للصداقة، وهي مُبادرة اقترحتها منظمة اليونسكو واعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتؤكد أهمية اختيار الشخص الذي يُصبح صديقًا وفيًا يبعث على الأمل والتفاؤل، كما يكون مُساندًا له ومعه في أوقات الضيق والفرح.
يقول الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن الصداقة من القيم الإنسانية النبيلة، التي تُدعم شخصية الإنسان، وتجعل لديه القُدرة على التواصل الإنساني والاجتماعي، وبلوغ آماله وطموحاته وأهدافه في الحياة.
وأضاف هندي خلال حديثه مع "القاهرة 24": "مع تزايد ضغوط الحياة وظهور أمراض مثل جائحة كورونا، الكانسر، وبعض الأمراض الصعبة التي تُواجه الإنسان، بالإضافة إلى كثرة الحوادث وتفشي البطالة، وارتفاع نسب الطلاق والإدمان والتعاطي.. كل هذا يجعل الإنسان بحاجة للسند الاجتماعي، ونوع من وجود الأصدقاء الحقيقيين".
وتابع الاستشاري النفسي: "الصداقة تؤثر في الحالة المزاجية للإنسان، وتجعله يشعر بالسعادة، وينطبق هذا الكلام على الحيوان".
وأكد أن هناك دراسة أجريت على أنثى الشمبانزي، ووجدت أن هرمون السعادة ارتفع لدى من يمتلكون أصدقاء، مقارنة بالآخرين.
وتابع استشاري الصحة النفسية، قائلًا: "الصداقة تعمل على خفض حدة الاضطرابات الوجدانية، وهي أكثر الاضطرابات التي يُصاب بها الإنسان في العصر الحديث، وتشغل وقت الفراغ، بالإضافة إلى البعد عن السلوكيات الخاطئة".
وأوضح أن الصداقة تُشبع الهوايات، حيث تحمي الإنسان من الدخول في علاقات غير مرغوبة، كما تكون رصيد من اجتماعي من الذكريات لدى الإنسان، وتخلق فرص عمل، واكتساب بعض المهارات الاجتماعية مثل الملابس وطريقة الحوار، كلها يكتسبها من الأصدقاء".
وأشار هندي إلى أن الفضفضة والتحرر من المشاعر السلبية، ضمن فوائد الصداقة، مؤكدا أن هناك أبحاث أثبتت أن الصداقة تُزيد من فرص الحياة، فالإنسان الذي لديه أصدقاء يعيش أطول بنسبة 50%، ليس في الرقم، ولكن في الاستمتاع بأطول مساحة زمنية، مُقارنة بمن لا يمتلك أصدقاء.
ونوه بأن الصداقة تُعطي مناعة نفسية ضد الاكتئاب والقلق والتوتر، وتقوي الصلابة النفسية، خاصة لدى المراهقين، حيث تؤدي إلى التفوق الدراسي والوظيفي، من خلال المساعدة والمشاركة والمنافسة الشريفة.
واختتم استشاري الصحة النفسية، قائلا: "الصداقة تُعزز الثقة بالنفس، وتشبع الحاجة إلى تقدير الذات، وهي من أهم الاحتياجات النفسية لدى الإنسان، بما يؤثر على ثقته بالنفس، كما تساعد في التكيف مع الأزمات، سواء في حالات الوفيات أو الأمراض أو غيرها، مما يجعل الكون ظلاما في عين من لا يمتلك صديق".