كيف تؤثر انشقاقات شباب النهضة التونسية على مستقبلها السياسي؟.. خبراء يجيبون
تلقت حركة النهضة الإخوانية في تونس، العديد من الضربات الموجعة خلال الأيام الماضية، إلا أن قرارات انشقاق بعض أعضائها كانت بمثابة ضربة موجعة للحركة التي يتزعمها راشد الغنوشي، رئيس مجلس النواب المجمد، بعدما تسبب قرارات الرئيس قيس سعيد، في تفجر الخلافات داخل الحركة.
انشقاقات الجماعة الإخوانية في تونس جاءت من قبل شبابها، بعدما وجه عدد من شباب حركة النهضة، بينهم نواب بالبرلمان، اتهامات للمكتب التنفيذي للحركة، كما طالبوا بحله، إلى جانب تحميلهم "الغنوشي" لأسباب الأزمة التي تشهدها تونس في الوقت الراهن.
صراع الشيوخ والشباب
قال أحمد سلطان، الباحث في حركات الإسلام السياسي، إن ما تشهده حركة النهضة في الوقت الراهن، يظهر الصراع الكبير بين الشيوخ والشباب داخل الحركة، ما يؤكد وجود الفجوة بينها حين توجد أزمة للحركة كما يحدث حاليا عقب قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد.
وأضاف لـ "القاهرة 24" أن قيادة النهضة تسببت في تفاقم الأزمة بسبب إصرارها على الإمساك بالملفات الحيوية داخل الحركة والحزب، كما أنها لا ترغب أن تقدم تنازلات للشباب، وتحرص على فرض أراءها المتصلبة.
مستقبل حركة النهضة
وأوضح سلطان، أنه في حال استمرار تعنت قيادات حركة النهضة الإخوانية ضد شبابها، قد يلجأ بعض الشباب للانشقاق فيما قد يستمر البعض الآخر في التواجد داخل الحركة.
وأشار إلى أن القيادات لن يتركوا الشباب ليتمكنوا من الحصول على ما يريدون، لأنه في حال مهاجمة الغنوشي من قبل شباب الحركة وتهديدهم بقائه في قيادة الحركة الإخوانية، سيتم اقصاء هؤلاء الشباب من الحركة، وتشويههم، وإخراجهم من الساحة السياسية بمظهر الخارجين عن القيادة والغير ملتزمين بإرشادات الحركة.
وأردف أن راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإخوانية، لا يود أن تفلت قيادة الحركة من يديه، وهو يود أن يصل إلى اتفاق يحفظ ماء وجهه دون تقديم تنازلات كبيرة، من خلال استناده على دعم من حليفته تركيا، دون التورط في تصعيدٍ غير محسوب، خاصة أن قدرة إخوان تونس على الحشد انكشفت خلال الأزمة، وبدت الحركة كأسد عجوز لا يمكنه مصارعة خصومه.
تكوين أكثر من حركة
وفي ذات السياق قال بدر الدين السياري، المحلل السياسي التونسي، إن تأثير الانشقاقات التي تشهدها حركة النهضة الإخوانية مرتبط بتعنت شيوخ الحركة وعلى رأسهم راشد الغنوشي، ومجلس شورى الحركة الإخوانية تجاه الشباب.
وأضاف لـ "القاهرة 24" أنه في حال استمرار الغنوشي، تضييق الخناق على شباب الحركة، والهروب من تحمل المسؤولية يسؤدي ذلك إلى انقسام الحركة إلى حركتين أو ثلاثة.
وفي وقت سابق أصدر 130 شابًا من حركة النهضة الإخوانية لاعتراضهم على سياسة راشد الغنوشي، والمكتب التنفيذي لحركة النهضة الإخوانية، قائلين إن تونس تمر بأزمة تسببت في اتخاذ رئيس الجمهورية إجراءات استثنائية، وأن “هذه الوضعية الحرجة، والتي لا يخفى على أحد منا أن حزبنا كان عنصرا أساسيا فيها، تضعنا أمام حتمية المرور إلى خيارات موجعة لا مفر منها”.
انشقاقات في مكتب شورى النهضة
وعلى خطى شباب الحركة أعلن محمد النوري، العضو البارز بحركة النهضة، استقالته من مكتب شورى الحركة، مؤكدا أن أسباب الاستقالة تعود إلى تصرفات رئيس مجلس الشورى عبد الكريم الهاروني، الذي أجل الدورة التي دعا إليها 80 عضوا من الشورى وتم إقرارها بالأغلبية في المكتب.
وأعتبر محمد النوري، أن رئيس المجلس توجه نحو تحويل مكتب المجلس إلى لجنة وظيفية تابعة للقيادة التنفيذية ومنصاعة لأوامرها.