"إني رأيتكما معا".. هل كان يوسف إدريس على علاقة بنجاة الصغيرة؟
تحل اليوم ذكرى وفاة الكاتب الكبير وأمير القصة العربية "يوسف إدريس"، والذي رحل عن عالمنا في 1 أغسطس، 1991، ويعد إدريس الكاتب الأول للقصة القصيرة العربية، ومن الذين عملوا على تطوير أشكالها وجعلها تماثل نظائرها على المستوى العالمي، كما عده البعض بأنه من أهم من كتب القصة القصيرة على مستوى العالم.
تميزت كتاباته بالتعبير عن الريف المصري الحقيقي، ولما لا وهو ابن الريف والقرية، فهو المولود في إحدى قرى دلتا مصر، الواقعة بمحافظة الشرقية، بجوار مدينة فاقوس، ولد في العقد الثالث من القرن العشرين، عاش وعايش تجربة الحياة في الريف المصري الأصيل، رأى وجرب كل ما يصحب تلك الحياة من مواقف وأحداث، أثَّرت فيه بيئتها وأثْرت خياله ومداركه، كان يقطع كل يوم طريق طوله 9 كم حتى يصل لمدرسته، يرى فيها الحقول والماشية والفلاح في أرضه وفي حياته، كان يقول عن هذا أن ذلك جعل منه محبًا للخيال والتفكير.
تمتع إدريس إلى جانب موهبته الهائلة في الكتابة والقص، بوسامة تماثل وسامة جانات السينما، مما جعله فتى أحلام للكثيرات، ودارت حول حياته العديد من القصص الغرامية، وأشهرها على الإطلاق قصة علاقته بالفنانة نجاة الصغيرة، تلك القصة كانت وما زالت محل جدلٍ كبير، فقد جمعت بين ثلاثة أشخاص، وقصيدة، أما الثلاثة فهم، يوسف إدريس وكامل الشناوي، ونجاة الصغيرة، وأما القصيدة فهي أشهر ما غنت نجاة ومن أشهر ما كتب كامل الشناوي "لا تكذبي".
تقول أشهر رواية لتلك القصة، إن الكاتب الكبير كامل الشناوي كان عاشقًا ومتيمًا بنجاة الصغيرة، وساعدها كثيرًا في حياتها، لكنها لم تكن تشعر به، ولم تكن تبادله نفس المشاعر، في المقابل كان هناك آخرون معجبون بنجاة، أصغر سنًا وأكثر وسامة، حان موعد عيد ميلاد نجاة، فقرر كامل الشناوي تجهيز الحفل بالكامل كهدية، لكنها ظلت طوال الحفل بجانب يوسف إدريس، والشناوي قرر الانزواء في إحدى الأركان يتابع المشهد من بعيد، وفي وقت لاحق اختفت نجاة وإدريس من أمام ناظريه، فذهب يبحث عنهما، ووجدهما في غرفة بابها مفتوح بعض الشيء، فرأى مشهدًا غراميًا بينهما، فخرج مسرعًا، وكتب في تلك الليلة "لا تكذبي" واصفًا ما رآه بعينيه، وظل مكتئبًا إلى أن توفى بعدها بفترة قليلة.
هناك الكثيرين ممن أكدوا تلك القصة، وهناك أيضًا الكثيرين ممن كذبوها، ومنهم الناقد طارق الشناوي، وهو ابن أخ كامل الشناوي، والذي قال في إحدى اللقاءات "قررت أن استقصي الحقيقة، مقل وكلاء النيابة، حدث هذا منذ أربعين سنة، فتحدثت مع مصطفى أمين، ويوسف إدريس، وكمال الطويل، كمال الملاخ، وتحية كاريوكا، وآخرون، وجدت أكثر من شخص قال بأن كامل الشناوي كتب القصيدة عندي، تحية كاريوكا قالت هذا، ومصطفى أمين قال بهذا، وقال لي يوسف إدريس بأن عمك كتب هذه القصيدة عنّي، وجدت تضارب كثير في الأقوال وتوصلت أنه لم تكن هناك حقيقة ثابته لتلك القصة، وأن تلك القصة من وحي خيال كامل الشناوي، كما أكد لي عمي مأمون الشناوي بأن تلك القصة لم تحدث".