بحث منشور بمجلة مركز البحوث الاجتماعية يطالب بتوطين سيناء
نشرت سلسلة مقالات "بقلم باحث" في العدد الثالث لها الصادر في أغسطس الجاري 2021، بحثا تحت عنوان "أوضاع التنمية، ومتطلبات التوطين في سيناء"، للدكتور أحمد عبد الموجود الشناوي، أستاذ الأنثروبولوجيا الثقافية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، حيث تضمن البحث أوضاع التنمية في سيناء وتطرق إلى الحديث عن مشروعات بدأت ولم تحقق أهدافها، مثل المشروع القومي لتنمية سيناء "1994-2017"، ومشروع ترعة السلام “1979،حتى الآن”، وتطرق أيضا لعرض الأوضاع التنموية الحالية، في سيناء وسرد مميزات تنافسية لمحافظة شمال سيناء، حيث الموقع الجغرافي المتميز وأهمية ميناء العريش في الصيد والتجارة وتوافر مقاومات سياحية بها، وسرد مميزات تنافسية لجنوب سيناء أيضا حيث وجود ميناء نويبع وتوافر العديد من التعدينية والمعدنية غير المستغلة.
وأشار الدكتور، في بحثه إلى وجود مشاريع بشمال سيناء مثل المنطقة الحرة برفح والتنمية السياحية والعمرانية لمنطقة العريش والشيخ زويد ومجمع صناعي للصناعات التعدينية، ومجمعات صناعية للصناعات الغذائية، ومحطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية قدرة 2500 ميجا وات، وغيرها من المشاريع، وكذلك تواجد مشروعات بجنوب سيناء كتطوير مطار شرم الشيخ وتطوير مواني طابا والطور، وإقامة قرى ومنتجعات سياحية، واستثمار طريق العائلة المقدسة من خلال مشروع قومي متكامل وغير ذلك من المشروعات.
ووفق البحث، غطت هذه المشروعات المنفذة قطاعات عديدة من احتياجات الأهالي، كما يعد قطاع العمل والتشغيل محور اهتمام هذه المنظومة بصفة عامة، حيث لن تتحقق التنمية إلا من خلال استغلال الموارد البشرية والطبيعية بسيناء، تتوزع المشروعات سواء التي تم تنفيذها أو الجاري تنفيذها على مختلف مناطق سيناء، حيث تؤكد البيانات المتاحة أن هناك تحديدًا دقيقًا لاحتياجات وموارد كل منطقة.
وفيما يخص توطين الوافدين من الدلتا لسيناء، فيوضح البحث أن فكرة التوطين في حد ذاتها تلقى قبولا في سيناء ولكن يتم التخطيط لها وفق ضوابط محددة تحقق مصالح مشتركة للطرفين وتحترم ثقافة المجتمع المحلي وحقوق أبنائه، وتوفر فرص حياة لائقة للوافدين.
وقدم البحث رؤية مقترحة لأولويات عمليات التوطين، حيث ذكر البحث أهم العوامل الاجتماعية والثقافية الواجب مراعاتها عند تأسيس المجتمعات الجديدة، من توفير عوامل جاذبة للتوطين، ووضع عوامل منظمة للمجتمع الجديد، ووضع أسس للتعامل مع النظام القبلي، ومشاركة الأهالي في عملية التنمية.
شملت توصيات البحث أيضا الاهتمام بتوفير عوامل الاستقرار لأبناء المجتمع الحاليين حفاظًا على استمرارهم بالمجتمع في ظل الصعوبات التي يوجهونها في الحياة، وإعادة العمل ببعض الأفكار التي تم تنفيذها من قبل بالمجتمع السينائي، مثل "معسكر الخدمات المتنقلة"، ومشروع "التعليم شامل الإعاشة" لأبناء البدو.
وأضاف الدكتور الشناوي في توصيات البحث، استغلال فترة التجنيد أو الخدمة العامة للخريجين من أصحاب المؤهلات العليا من المدرسين والأطباء وأصحاب المهن التي يحتاج إليها المجتمع في ملء الفراغ الوظيفي في هذه المهن، وربط المشروعات الاستثمارية الكبرى التي تتم في محافظات مصر الأخرى بعمل تنموي في سيناء إما فرديًا وإما جماعيًا وفقًا لحجم كل مشروع كجزء من الدور الاجتماعي للقطاع الخاص.
كما تطرقت التوصيات إلى الاهتمام بتنظيم الرحلات القومية بالمجان ليس على مستوى تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات فقط وإنما على مستوى أبناء المجتمعات المحلية السيناوية بشكل عام وبخاصة من الشباب، وتوفير كل السبل التي يمكن أن تؤدى إلى تكوين كوادر من أبناء سيناء أنفسهم للاستفادة منهم في المهن والوظائف المختلفة التي يعاني المجتمع من عدم توافرها.