بعد تحذير الرئيس من مخاطر سوء التغذية.. خبراء يطالبون باستبعاد تلك الأطعمة من السوق
شدد خبراء في التغذية، على ضرورة الاهتمام بالغذاء السليم للنشء والأطفال المصريين، وذلك في سياق حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، عن ضرورة استكمال جوانب الدراسات الخاصة بتطوير منظومة التغذية المدرسية على مستوى الجمهورية، بهدف توفير وجبة مدرسية متكاملة العناصر الغذائية للنمو البدني والذهني للطلاب، وذلك للوقاية من أمراض سوء التغذية مثل التقزم والأنيميا والسمنة.
من جانبها قالت الدكتورة ليندا جاد، خبيرة التغذية، إن هناك حالة من عدم الوعي لدى بعض أولياء الأمور بالتغذية الصحية، وذلك منذ ولادة الأطفال وحتى انتهاء مرحلة الطفولة، لافتة إلى أن هناك تحليل هام له علاقة بمرض التقزم يجرى بعد ولادة الطفل مُباشرة، وهو تحليل الغدة الدرقية، لكن هناك من لا يهتم به، مما يكون له آثار صحية بالغة على الطفل، لأن ذلك مؤشر هام لمُعدلات النمو، كما تقوم بعض الأمهات والآباء بإدخال أغذية ليست لها فائدة وبها سعرات حرارية عالية مثل تناول المعجنات والخبز بشكل مبالغ فيه.
وأضافت جاد في تصريحات خاصة لـ "القاهرة 24" أن الفترة الخاصة بالمرحلة الدراسية تحتاج إلى قيام خبراء تغذية مُتخصصون بإعداد بروتوكول التغذية الخاص بالطلاب لإدخال عناصر غذائية مفيدة بعيدًا عن المُعجنات والأغذية ذات السعرات الحرارية المرتفعة التي لها أضرار بالغة على الصحة العامة.
وأشارت إلى ضرورة التركيز على الفواكه التي قد تكون مُجففة، والتمر، والعجوة لزيادة نسب الحديد لديهم، وكذلك الألبان لدعمهم بالكالسيوم، مع استبعاد العصائر الصناعية، والاعتماد على عصائر طبيعية والخضروات، مشددة على أن حماية الأطفال المصريين من أمراض سوء التغذية التي تحدث عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، سترفع عبئا اقتصاديا كبيرا يتعلق بالتكاليف المالية التي تتكبدها الدولة للإنفاق على علاج أمراض سوء التغذية التي تصيب الأطفال مثل التقزم والسمنة والأنيميا.
ونصحت "جاد" بضرورة الاهتمام بالأغذية التي تحتوي على الحديد وهي تناسب ذوي الدخل المنخفض والمرتفع معًا، مثل كبدة الدواجن وهذه بها حديد أكثر من اللحوم مع طبق السلطة الهام جدا على المائدة المصرية.
فيما صرحت الدكتورة دينا مصطفى، أستاذ التغذية وعلوم الأطعمة بالمركز القومي للبحوث في تصريحات خاصة، بأن أهم مظاهر أمراض سوء التغذية لدى الأطفال والتي يمكن ملاحظتها وعلاجها في البداية “الهزال ونقص الوزن أو زيادته"، وكذلك نقص الفيتامينات والمعادن مثل الحديد واليود والتي تُكتشف من خلال بعض التحاليل الطبية، وهناك أيضًا “السمنة وزيادة الوزن”، وهذه الحالة مُرتبطة ببعض الأمراض مثل السرطان والسكتة الدماغية وأمراض القلب المصاحبة، لذلك لا بد من استبعاد بعض الأغذية والمشروبات الضارة مثل الوجبات السريعة والمشروبات الغازية.
وأضافت مصطفى، أنه يجب مُتابعة الأطفال في المراحل الدراسية صحيًا، والتعامل طبيا مع كل حالة على حدة ومعرفة أسباب المرض.
شروط الوجبة المدرسية
وحول شروط الوجبة الغذائية المدرسية المثالية والعناصر التي يجب أن تحتوي عليها، أكدت أستاذ التغذية، ضرورة احتوائها على الكربوهيدرات والكالسيوم والأملاح والمعادن والتي توجد في الفواكه والألبان والجبن والخضروات، مع التقليل من الأرز والمكرونة والبطاطس المقلية.
ووفق منظمة الأغذية والزراعة "ف أو "، فإن مصر نجحت خلال العقود الماضية في زيادة إمدادات الغذاء على المستوى الوطني، إلا أنها لم تحقق نفس النجاح في معالجة سوء التغذية التي لا تزال تُشكل واحدة من التحديات الرئيسية التي تواجه التنمية، كما أن وجود شكلين من سوء التغذية وهما فرط التغذية وقلة التغذية مع نقص المغذيات الدقيقة، يضع مصر في مواجهة "عبء ثلاثي" من سوء التغذية بما يترتب عليه من تكلفة اقتصادية وإنسانية.
وتبلغ نسبة التقزم، أي قصر القامة بالنسبة للعمر-وهي مؤشر على سوء التغذية عند الأطفال- أكثر من 20%، كما أن زيادة الوزن والبدانة بين البالغين تصل إلى معدلات مقلقة وتتزايد بين الأطفال، كما أن فقر الدم لا يزال يمثل مشكلة صحة عامة بين الأطفال والنساء في سن الإنجاب.
