كيف تناولت جريدة الأهرام ثورة 19 أثناء اندلاعها؟
صدر في مثل هذا اليوم العدد الأول من جريدة الأهرام المصرية، وذلك في 5 أغسطس من عام 1876، بعد تأسيسها من قبل الأخوين سليم وبشارة تقلا بشهرين، وحظيت الأهرام منذ ولادتها بالانتشار بين الناس، وبعد فترة وجيزة أصبحت هي الجريدة الأولى في حياة المصريين.
عبرت الأهرام عن الشارع المصري في كل القضايا الحاسمة في تاريخ الوطن، وكانت ديوان مصر الذي حفظ تاريخه الحديث بين أوراقه، مرت الأهرام منذ نشأتها بلحظات عديدة حاسمة في حياة مصر، ومن تلك اللحظات الفارقة، ثورة 1919، التي خلدها التاريخ في ذهن كل مصري، والتي حفظتها الأهرام في ديوانها لنرجع لها متى أحببنا لنشاهد عظمة شعب مصر في تلك الأوقات.
بدأت المظاهرات في الشوارع المصرية من يوم 7 مارس، وأخذت الأهرام في أولى الأيام موقف الباحث السائل، عن طبيعة ما يجري، وتصدر عنوان "من فينا إلى باريس، بين مؤتمرين" إشارة إلى مؤتمر فينا المنعقد، وبعد القبض على سعد زغلول زادت المظراهرات وملأت الشوارع، وتحدثت عنها الأهرام في 11 مارس جاء فيها "أضرب الطلبة أول أمس عن تلقى الدروس وحذا حذوهم أمس بعض طلبة مدرسة القضاء الشرعى وبعض الأزهريين، وقام الطلبة أول أمس بمظاهرات سلمية بسيطة ولكن عند مرور المتظاهرين صباح أمس فى الشوارع انضم إليهم غلمان الأزقة فارتكبوا أمورا أول من يتنزه عنها ويترفع ويستنكرها بل يشجبها الناشئة من طلبة المدارس".
وكانت ثورة 1919 أول مظاهرة مصرية تشارك فيها نساء مصر، ووثقت جريدة الأهرم ذلك أيضًا وجاء الإصدار بتاريخ 17 مارس 1919 بعنوان "مظاهرة السيدات"، وما لبثت الجريدة بعد ذلك أن أخذت موقف المصريين من الإنجليز، وبتاريخ 18 مارس جاء العنوان الرئيسي "الأهرام: جريدة مصرية للمصريين" وتحدثت قي هذا العدد عن المظاهرات حيث قالت "مرت أمس بنا مواكب المتظاهرين من ناشئة الأمة العزيزة ومن علمائها ومن أبائها ومن عمالها ومن صناعها٫ وكل مرتبة فيها، فتجلت وهى تمر مواكب مواكب يخفق فوق رؤوسها العلم المحبوب، وتكرم كل موكب منها بتحية الأهرام والدعاء له".