صراع حزب الله وتل أبيب.. كيف تؤثر مواجهات إسرائيل على الاتفاق النووي الإيراني؟
شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية، تصعيدات عسكرية بين حزب الله اللبناني المدعوم من قبل إيران، وقوات الاحتلال الإسرائيلية، عقب ساعات من التصريحات العسكرية الإسرائيلية بشأن اتهام تل أبيب لطهران بالوقوف خلف الهجوم على السفينة الإسرائيلية بمنطقة بحر العرب، ما أثار تساؤلات بشان إمكانية تأثير التوترات العسكرية ما بين إيران من جهة، والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وإسرائيل من جهة على مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني.
وجاءت تلك المخاوف بعدما أفاد موظف كبير في الاتحاد الأوروبي السبت، وفقًا لوكالة رويترز، بأن إيران مستعدة لمواصلة المفاوضات حول الاتفاق النووي، وأن المحادثات يمكن أن تستأنف في فيينا بداية سبتمبر.
محاولة لإعادة قواعد الاشتباك
وفي ذات السياق قال محمود كمال، نائب رئيس الجمعية العربية للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، إن التوترات الإسرائيلية الإيرانية، جاءت نتيجة رغبة تل أبيب في الرد على هجوم تعرضت له سفينة تجارية إسرائيلية في المحيط الهندي.
وأضاف كمال لـ "القاهرة 24"، أن الضربات العسكرية الصاروخية من قبل حزب الله اللبناني، جاء ردًا على هجوم إسرائيلي على مواقع عسكرية في محافظة حمص السورية، ما جعلهم يستهدفون ناقلة نفط مملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر، قبالة سواحل سلطنة عمان.
وأوضح أنه من المتوقع أن يتم التهدئة بين حزب الله اللبناني، وإسرائيل خلال الساعات المقبلة، مشيرًا إلى أن التصريحات الإعلامية من قبل حزب الله والجيش الإسرائيلي أكدا على أن الرغبة في تجنب التصعيد لمحاولة نزع فتيل الموقف، خاصة أن الجيش الإسرائيلي قال إنه لن يسمح بمواصلة الهجمات دون عوائق على طول الحدود.
وأشار إلى أن إسرائيل ستستمر في توجيه ضربات عسكرية ضد أهداف وميليشيات إيران في المنطقة لتقزيم قدراتها وقوتها خاصة النووية، وأن القصف الدائر والمتبادل الان بين إسرائيل وحزب الله الان يمكن فهمه على أنه محاولة لإعادة قواعد الاشتباك على الحدود بين لبنان وإسرائيل.
وأردف كمال، أن ما يقوم به حزب الله في هذا التوقيت يهدف لمحاولة كسب مزيد من الشعبية والقبول للسيطرة على الحكومة اللبنانية الجديدة، دون التأثير على الاتفاق النووي الإيراني، بين طهران، والولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأوروبية.
إيران الرابحة من صراع حزب الله
ومن جانبه قال قال الدكتور محمد أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، إن الاتفاق النووي سيتأثر، لأن كل تقدم لإيران على المستويات الإقليمية يؤكد على امتلاك إيران للمزيد من كروت الضغط على المفاوض الأمريكي بشكل غير مباشر.
وأضاف أبو النور لـ "القاهرة 24"، أن نجاح إيران في تهديد أمن إسرائيل يعطيها فرص أكثر لزيادة قوتها على طاولة المفاوضات، خاصة أن الموقف الأمريكي الأوروبي متباين تجاه الاتهام الإيراني بأنها من اعتدت على الناقلة النفطية في مضيق هرمز.
واستكمل أبو النور، أن الغرب لا يملك قرارًا صلبًا ضد إيران، وإلا لما لجأوا إلى الحرب الدعائية ضد طهران، مشيرًا إلى أن ذلك يعني أن إيران ترغب في الجلوس على طاولة المفاوضات عقب تخفيض مكاسب الغرب، وبشروط يتم تحديدها من قبل أوروبا دون الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
