نابليون بونابرت.. حكم 100 يوم ونفي حتى وفاته
نابليون بونابرت، قائد فرنسا التاريخي، صاحب التأثير الأكبر على شعبه وعلى من حوله، تحاوطه الهيبة حتى الآن رغم مرور أكثر من قرنين على موته، نمر اليوم بذكرى مغادرته فرنسا، في 8 أغسطس 1815 للذهاب لمنفاه في جزيرة سانت هيلينا، بعد عودته للحكم بنحو 100 يوم فقط، بسبب هزيمته الكبرى في معركة واترلو أمام الإنجليز، في 18 يونيو 1815.
بداية هذا ترجع لعام 1814 بعد هزيمته في المعركة المسماة "معركة الأمم" التي واجه فيها تحالف عسكري، تكون من بروسيا وروسيا وبريطانيا والنمسا والسويد، انتهت بدخول الحلفاء إلى باريس، وأجبروه على التنازل عن عرشه، وتم نفيه إلى "ألبا" لكنه هرب من منفاه بعد أشهر قليلة عائدًا إلى فرنسا.
نزل نابليون في نحو 1200 من جنوده في أنتيب، لكنه لم يلق أي ترحيب من سكانها، وانطلق من هناك نحو باريس عبر الطرق الجبلية، وأثناء اقترابه من جرينوبل أرسل له قائد حاميتها 500 جندي للقبض عليه، فلما اقتربوا أمر جنوده بإلقاء سلاحهم وتقدم منهم وأخذ يخطب فيهم، قائلًا "أنا إمبراطوركم، يا جنود القسم الخامس، من كان منكم يريد أن يقتل امبراطوره فها أنا ذا، لكنهم نحوا أسلحتهم وهتفوا عاش الإمبراطور، ثم انضموا له، وأخذ الفلاحين وسكان المدن يرحبون به أثناء تقدمه في طريقه، مع وصوله إلى ليون كان معه 21 ألف جندي.
وصل نابليون إلى باريس 20 مارس، وكان الملك قد هرب مع حاشيته، وخلا لنابليون القصر، فدخل دون قتال، واستولى على الحكم، لكنه لم يمكث كثيرًا حتى تجمعت قوات الحلفاء، وأخذوا القرار بمهاجمته، فأعد جيشه، وتلاقوا في معركة واترلو، التي استمرت يوما كاملا، تحطم فيها جيش نابليون، أخذت قواته في الانهيار حتى استسلموا تمامًا، ليتم عزله بعد ذلك مرة أخرى من الحكم ونفيه إلى "سانت هيلينا"، حتى وفاته.