من دعم الحرية والعدالة والنور إلى التبرؤ من عباءة السياسة.. كيف تغير محمد حسان في المحكمة؟
شهدت محكمة جنايات أمن الدولة حضور الداعية السلفي محمد حسان للإدلاء بشهادته في القضية رقم 271 لسنة 2021 جنايات أمن الدولة طوارئ قسم إمبابة، والمقيدة برقم 370 جنايات أمن دولة عليا، والمعروفة إعلاميًّا بقضية خلية داعش إمبابة، ويحاكم فيها 12 متهمًا بالانتماء لجماعة داعش والفكر المتطرف وارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب، وتفجير كمين رمسيس، والاعتداء على أفراد الأمن الخاصة بالبنك الأهلي.
تصريحات محمد حسان خلال الإدلاء بشهادته في القضية تسببت في حالة من الجدل خاصة بعدما أكد أن الإخوان كانت جماعه دعوية، ثم أصبحت جماعة سياسية، وتولت رئاسة الجمهورية والوزراء، ولم توفق في حكم مصر لأنها لم تستطع الانتقال من فكر الجماعة إلى فكر الدولة المتعدد.
وأضاف أن الجماعة لم تنتقل من سياسة الجماعة إلى سياسة الدولة متعددة الألوان، ولما حصل الصدام بين الجماعة والدولة بكل مؤسساتها جيشًا وشرطة وإعلامًا رفعت شعار الشرعية أو الدماء.
تسببت تصريحات حسان في حالة من الجدل خاصة أنه كان داعمًا للجماعة في مختلف صراعاتها السياسية بداية من الانتخابات البرلمانية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير إلى جانب حزب النور الذي يمتلك توجهات سلفية، وكذلك في الانتخابات الرئاسية من خلال دعم مرشح الجماعة محمد مرسي.
فقبيل الانتخابات البرلمانية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 أعلن نادر بكار، المتحدث الإعلامي لحزب النور، أن الشيخ محمد حسان، الداعية الإسلامي الكبير، أكد دعمه بقوة لحزب النور، وأن حسان أبلغهم بأنه يدعمهم بكل قوة، وطالب الشباب السلفي بأن يشاركوا في الحياة السياسية من خلال هذا الحزب.
بل وجّه محمد حسان خطابًا للحزب ليعلن دعمه له تضمن: "كما أن ذكرت قبل ذلك أن المرحلة تقتضى من إخواني أن يشاركوا مشاركة منضبطة وليس معنى أننا ندعو إخواننا الآن أن يشاركوا أن يتخلوا عن أصولهم أو عن ثوابتهم فهناك بفضل الله منهج حزب النور والأحزاب المجتمعة تحت قائمته (قائمة النور)، يستطيع شبابنا بفضل الله تبارك وتعالى أن يعملوا من خلال هذا الحزب فيما لا يزعزع أصول وثوابت المنهج السلفي ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقهم لما يحبه ويرضاه".
ولم يكن النور وحده الذي حظي بدعم حسان الذي أعلن أيضًا في لقاء بثته فضائية الجزيرة أنه سيدعم جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات، موكدًا أنهم أولى الناس لدعمهم لما لهم من خبره وتجارب.
وأوضح أن الجماعة لم تتخلّ عن الدين من أجل السياسة، وحافظت على أركان الدين والثوابت، موكدًا أنهم يمتلكون تجارب سياسية سابقة في البرلمان.
وقبل الانتخابات الرئاسية أعلن محمد حسان دعمه لمحمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين وقتها رئيسًا لمصر، ووصفه بأنه الأفضل والأتقى والأشرف لكي يكون رئيس الجمهورية.
وأضاف أنه لا يوجد خيار آخر لكل من يريد لمصر أن تتغير للأفضل لأن البديل سيئ متابعًا: "أطالب أخانا الفاضل محمد مرسي بالاستقالة من حزب الحرية والعدالة فور توليه الرئاسة وألا يقصي أحدًا من فصائل الشعب، وأن يجمع المصريين تحت كنف الشريعة، وأن يكونوا جميعًا أمام القانون سواء".