مصطفى أبو هلال.. "لُوتَسةٌ لم تُهاجِرْ" إلى محمد محمد الشهاوي
مثلمَا يُهرَعُ التيهُ ..
خلفَ الفراشاتْ
يَستلُّ سيفَ ضياءٍ؛
ويَعلِكُ أعشابَ موتِ البنفسَجِ..
مثل حكاياتنا والبناتْ...
ويَستعبرُ المُغرَقون لأذقانهم
في الهُيامِ..
على نهدِ قارورةِ العِهنِ؛
فوقَ دمِ الصافناتْ....
ومن يبذرُ الحُبَّ
في الفلَواتِ
ويسمعُ؛
ما يتيسرُ من لَيلِهِ
لحنَ ناياتِه ..
والكمنجاتْ..
لا تذهبوا.
حيثُ لا تجدونَ المرايا
تُعمِّدُ أوجُهَ صبْواتِنَا
واستباقَ خُطانَا
إلى النورِ
لا تقنطوا.
من رُجومِ غَواياتنا
أن تلوحَ على العينِ
نجماتُ هذي السماواتْ..
إنَّا..
على صهَواتِ جِيادِ الأمانِي
نقيمُ مع الفجرِ أعراسَهُ
ثمَّ نجلو الأهازيعَ.
بالليلَكِ المَلَكِيِّ؛
ونركبُ كالسندبادِ البراءةَ
نذهبُ..
حيثُ تقودُ الرياحُ سفائنَنا
ونحُطُّ الزمانَ على الرَّملِ
لا وقتَ بعدُ..
لكَي نرفُوَ الثوبَ؛
أو نجلبَ القُوتَ والقاتْ...
كلُّ أولاءِ الذينَ مضَوْا
دونَ أن تسمعَ الأرضُ
ركضَ خُطَاهُم
مضَوْا كنسيمٍ.
يُرصِّعُ هامَ البيوتِ
ويخطُبُ جيدَ المَدَىٰ
بالقلاداتْ...
يا أيها المارقونَ
من الضَّوءِ
لو تنظرُونَ الفضَا..
سترَونَ الحماماتِ يخفقنَ
لا يرتدعنَ عن الخفَقانِ
وليسَ ترَىٰ.
أعينُ الجوعِ
ثَمَّ فُتاتْ...
ولكن.
بما تُجتَلَى الرُّوحُ
تشدو النوارسُ
بالأمنياتْ..
هنا صولجانُ حَكايا
وأسرابُ أزمنةٍ
تحملُ الصَّبَّ
في شَمسِهِ.
وتبُثُّ لهُ الحُلْمَ.
في قلبِهِ.
وتُميطُ.
من الصحُفِ السيئاتْ..
هنا فرسٌ..
رغمَ كلِّ الرِّهاناتِ/
صَلدٌ
يُضمِّدُ جُرحَ السُّها.
ويفضُّ بَكاراتِ
كلِّ القصائدِ؛
يفتحُ قِنِّينةَ الضَّوءِ
للبحرِ؛
يمنحُ أنجُمَهُ للفُراتْ...
هُنا..
حيثُ لا يَرفُلُ الشِّعرُ
في رَغَدِ البنكنوتْ
ولا ينسِجُ الخيطَ/
خيطَ الحِمَىٰ/
العنكبوتْ
ولا يألفُ القيظَ
غيرُ الحُداةْ..
تراودُهُ
أعينٌ وقلوبٌ
وتصدحُ
في قلبِهِ القُبَّراتْ...
هو الآنَ:
لُوتسةٌ لم تهاجِرْ؛
وأيوبُ
فوقَ يَدِ الدَّهرِ صابرْ؛
وصفحةُ بحرٍ
"يخاصرُها المَوجُ في نَهَمٍ"
ويقيمُ
على وجهِهَا الصَّلواتْ.
مصطفى إبراهيم أبو هلال المولود 1982، صدر له عدة أعمال شعرية، منها "وقال الشاعر" 2001 وديوان "ملامح الفقد" 2012 وهما صادران عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وديوان "وقلوبهم شتَّى"، كما يشارك الشاعر في عدة أعمال خاصة بالمجال الثقافي، فهو عضو عامل بنقابة فناني أقاليم مصر، ومحاضر مركزي بالهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية، وغيرهم.
