الفرح تحول لمأتم.. وفاة فتاة بعد عقد قران شقيقها بساعات فى الدقهلية
مع دقات الثانية عشرة صباح الأحد الماضي، كانت "وفاء شاكر" ابنة قرية رأس الخليج التابعة لمركز شربين، بمحافظة الدقهلية، تحتفل بعامها الواحد وعشرين، وتتلقى التهاني بحلول عام جديد، تمنت أن يكون أفضل من سابقيه.
الفتاة الصغيرة ازداد عمرها عامًا، وساعات قليلة وتحتفل مع شقيقها بعقد قرانه، أحداث مبهجة عاشتها الفتاة خلال 24 ساعة، وسرعان ما انقلب الحال رأسًا على عقب.
أنهت "وفاء" مراسم عقد القران والفرحة لا تسعها، فشقيقها الوحيد أصبح عريسًا، وتشاركه فرحة عمره، لكن القدر لم يمهلها كثيرًا، وتحول الفرح لمأتم، والزغاريد لصراخ، فالفتاة التي كان يضج المكان بنشاطها، شعرت بألم مفاجئ وشديد، وماهي إلا دقائق، وتوفيت متأثرة بأزمة قلبية.
صدمة كبيرة تعيشها الأسرة وأهالي القرية حزنًا على وفاة صاحبة الوجه البشوش والسيرة العطرة، وتم تشييع جثمانها أمس الاثنين، في جنازة شعبية مهيبة، وبكلمات مؤثرة ودعت والدتها الجثمان، مرددة "بوصلك لعريسك بالفستان الأبيض يا حبيبتي".
كانت وفاء تدرس بالفرقة الرابعة بكلية التربية جامعة المنصورة، وتعتبر من رواد العمل الخيري، ولا تبخل على أحد يحتاج مساعد.
حضرت "وفاء" عقد قرآن شقيقها عقب صلاة العشاء، يوم الأحد الماضي، ومع حلول منتصف الليل شعرت بحالة إعياء، واستدعت أسرتها الطبيب، لكن أمر الله قد نفذ، ولفظت الفتاة أنفاسها الأخيرة متأثرة بإصابته بأزمة قلبية مفاجأة، على الرغم من أنها لم تكن تعاني أي أمراض، حسبما روى أحد أقاربها.
"فستان وطرحة" جديدين حضرتهما الفتاة استعدادًا لحفل زفاف شقيقها، لكنها لم تنعم بهما، وصعدت روحها البريئة، وتركت ألمًا وحزنًا في قلب كل من يعرفها، وتحول موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لدفتر عزاء لكل محبيها، والجميع يرثي الفتاة البشوشة.
وكان آخر ما كتبته على صفحتها، "اللهم إني استودعك بعمري خيرا، فاغفر لي ما مضى، وبارك لي فيما هُوَ آت، وأدم وجود من أحبهم، ولا تحرمني منهم، ولا ترني فيهم بئسا يبكيني، واجعلني يا الله أكثر قربًا منك وأكثر ايمانا بك".
