والدة شاب متهم بقتل والده بالدقهلية: ابني غلبان وروحه في أبوه.. ونزوات الأب هي السبب
مازالت قضية مقتل أب على يد نجله بمحافظة الدقهلية تشغل الرأي العام، خاصة مع تردد روايات مختلفة حول السبب الذي دفع الشاب للتخلص من والده، في جريمة هزت أرجاء المحافظة.
البداية كانت ببلاغ تلقاه اللواء السيد سلطان، مدير أمن الدقهلية، من اللواء إيهاب عطية، مدير المباحث الجنائية، يفيد بمقتل عبدالناصر السيد الغرباوي، 50 عامًا - عامل، مقيم بمدينة نبروه، على يد نجله "محمد"، 23 سنة - عامل.
وانتقل ضباط مباحث المركز لمكان البلاغ، وبسؤال زوجته السيدة م. ر. 44 سنة - ربة منزل، في محضر الشرطة، أكدت أن زوجها كان دائم التعدي عليها بالضرب، وحال معاتبة نجلهما "محمد" له نشبت بينهما مشادة، قام على إثرها الابن بالتعدي عليه بآلة حادة "سكين".
غموض سيطر على الواقعة، خاصة أن المتهم والمجني عليه يتمتعان بسيرة طيبة بين جيرانهما، ولم يسبق لهما التشاجر معًا، فما الدافع وراء ارتكاب شاب في عقده الثالث هذه الجريمة البشعة؟
وفي أول تصريح لها، التقى "القاهرة 24"، زوجة المجني عليه ووالدة المتهم، للتعرف على الأسباب الحقيقية وراء الحادث، ونظرًا لحالة الحزن والأسى الذي تعيشه مع أسرتها، رفضت التصوير، واكتفت بالإدلاء بتصريحات فقط.
أكدت الأم أن المجني عليه نجل عمها، وتزوجا منذ 24 عامًا بعد قصة حب كبيرة، أسفرت عن 4 أبناء "ولدين و3 فتيات"، وتحدى زوجها عائلته للزواج منها، وكان يعمل مقاولًا بالسعودية، وعاد لمصر واستقر بمدينة نبروه منذ نحو 5 سنوات.
وأضافت أن نجلها المتهم يبلغ 23 عامًا، ويعمل عاملًا بمحل أقمشة بمدينة المنصورة، وكان العائل الوحيد لأسرته، نظرًا لكونها ووالده لا يعملان، وعلاقته بوالده لا يتخيلها أحد، فهما قريبان، ويتبادلان أسرارهما.
وأوضحت أن الخلافات دبت مع زوجها بعد الزواج بـ6 سنوات، وكانت متكررة بسبب نزواته، وازدادت عقب تركه العمل واستقراره معها في نبروه، ووصلت للتعدي عليها بالضرب والإهانة، لكنها كانت حريصة على عدم إخبار أبنائها، أو إشراكهم في مشاكلهم، ليظل والدهم كبيرًا في أعينهم وقدوتهم في الحياة.
وأكدت الأم أنها في ليلة الحادث طالبها زوجها بترك المنزل والذهاب عند شقيقتها في منطقة مجاورة لهم، فاستجابت لمطلبه تجنبًا للمشاكل، وذهبت مع نجليها الصغيرين في الثالثة عصرًا، ثم تواصلت مع نجلها الأكبر "المتهم" هاتفيًا، وأخبرها أنه مع أصدقائه وسيعود لمنزله لتغيير ملابسه والخروج مرة أخرى.
وأوضحت الأم، أنه عقب وصول نجلها للمنزل حادثته مرة أخرى، وسألت عن والده، وأكد لها أنه غير موجود، وسيصعد للسطح لإطعام الحمام، وانتهت المكالمة، وبعد دقائق قليلة، فوجئت بجيرانها يخبرونها بأن هناك مشاجرة بين نجلها ووالده، وإصابة الثاني ونقله للمستشفى.
وتابعت الأم أنها التقت نجلها في مركز الشرطة عقب القبض عليه، ولم يتردد على لسانه سوى "أبويا عامل ايه، طمنيني عليه"، ولم يكن يعلم بوفاته بعد، ثم روى لها ما حدث، مؤكدًا أنه بمجرد صعوده للطابق الثاني شاهد والده مع سيدة أخرى في علاقة، فثار غاضبًا وغير مصدق ما شاهده، فانهال عليه والده ومن معه بالضرب المبرح، وأصاباه في أنفه، فحاول الهرب منهما ونزل راكضًا على السلم، وهما يركضان خلفه موجهين له السباب والشتائم، فدخل لشقة في الطابق الأرضي، واستل سكينًا كان أمامه، محاولًا إبعادهما عنه، ولم يدر بما حدث بعد ذلك.
وأضافت الأم، أن نجلها خرج للشارع في حالة انهيار وصراخ، وكانت السيدة في المنزل لم تغادر بعد، وتجمع الجيران معتقدين أن من في المنزل هي الزوجة، ثم فوجئوا بسيدة أخرى، خرجت مسرعة وهي تصرخ، وفرت هاربة.
وأكدت الأم، أن نجلها كان بارًا بوالده، ويحبه ويبذل كل ما في وسعه لمساعدته على متطلبات الحياة، واشترى له هاتفا محمولا جديدا، كما رفض عملها قائلًا: "طول منا موجود، مش هحوجك إنتي وأبويا لحد"، والأب أيضًا كان يحب أبناءه.
وأشارت إلى أنها طلبت الطلاق أكثر من مرة، بسبب نزوات زوجها، لكنه كان يشترط التنازل عن كافة مستحقاتها وإبراءه، لكنها رفضت حفاظًا على حقوق أبنائها وكانت تتحمل الخيانة، خوفًا على مستقبلهم، ولكي يعيشوا حياة مستقرة في وجود والدهم.
كما طلبت منه توفير شقة لها وأبنائها الأربعة بعد زواج ابنتها الكبرى، بعيدة عن منزله، لكنه رفض بحجة عدم قدرته المادية، مؤكدة أنها عقب دفنه ذهبت لمقبرته وطلبت منه مسامحة نجلهما "محمد".
واختتمت حديثها قائلة: "ابني طيب وابن حلال وروحه في أبوه، وكان سندي وحتة مني، قلبي وروحي راحوا ومستقبله ضاع، هنعمل إيه من بعده، إبني مش مجرم، إبني غلبان وكان خايف منهم".
