زواج مع وقف التنفيذ.. كيف خلد الصبر اسم أمينة قطب بين جماعة لا تقدر النساء؟
بين صفوف جماعة الإخوان المسلمين، حيث لا يُسمعُ سوى صدى الرجال، ولا صوت يعلو سوى صوت مرشدهم، حين حكم أبوهم الروحي، حسن البنا، على نساء الجماعة بالوأد، استطاعت أمينة بصبرها نفض التراب الذي وضعه البنا عليها، وعلى مثيلاتها من نساء الجماعة، فاسترقت لنفسها حيزًا من حديث الرجال، واستطاعت حفر اسمها في وجدان الزمان بحروف من الصبر.
أمينة قطب، هي الأخت الصغرى لمفكر جماعة الإخوان المسلمين، سيد قطب، صاحب الكتابات المتطرفة الداعية للعنف، والأبرز تأثيرًا بعد البنا، والذي يكبرها بـ 11 عامًا، ورغم أنها لم يعرف لها نشاط تنظيمي مع الجماعة، فإنها تعد صاحبة أغرب قصة زواج على الإطلاق.
20 عامًا من الصبر وموت الزوج هو المكافئة
يذكر أنه بعد القبض على كمال السنانيري، القيادي الإخواني المشهور، تم الحكم عليه بالسجن 25 عامًا، لينتقل إلى المستشفى بعد 5 أعوام من قضاء مدته إثر تعرضه لوعكة صحية.
على الجانب الآخر، اعتادت أمينة في تلك الفترة التردد على نفس المستشفى برفقة أخيها، سيد قطب؛ لزيارة أخيهم الثالث، ليشاء القدر أن يجتمعا ذات يوم بالسنانيري، فيطلب يدها فورًا من أخيها.
لم يكن موقف السنانيري بالتقدم للزواج في هذا الظرف من ظروف حياته هو الأغرب، بل ما يدعو للإبهار حقًا هو قبول أمينة قطب لطلبه، بل وإصرارها على اصطحاب المأذون إلى السجن ليعقد قرانهما، لتذوق مرارة الانتظار بعدها 20 عامًا.
وفي العام 1975؛ أنهى زوجها مدته وخرج من السجن كهلًا، وأتمّا الزواج في نفس العام، إلا أنه عاد لنفس نشاطه السابق مع الإخوان، ليكون ذلك داعيًا للحكم بسجنه مرة أخرى، حتى لقي حتفه عام 1981.
وكتبت أمينة قطب ديوان شعر أسمته رسالة إلى شهيد بهدف رثائه، ولم يكن لها أيّ نشاط مع الجماعة الإرهابية بعدها، كما لم يعرف لها نشاط قبل ذلك أيضًا، حتى توفَّيت في منزلها بالهرم، في 8 نوفمبر 2007.