كابول تحت حصار طالبان.. وترقب لتسليم السلطة والمدينة سلميًا
تطورات كبيرة ومتسارعة شهدتها أفغانستان في الساعات الأخيرة، فحركة طالبان نجحت في الوصول إلى هدفها المنشور بمحاصرة العاصمة كابول بعدما سيطرت على الولايات الأفغانية واحدة تلو الأخرى خلال الأيام الأخيرة.
وتقف عناصر حركة طالبان حاليا على مشارف العاصمة الأفغانية كابول، منتظرة تسلم المدينة سلميًا دون قتال، ومن المرتقب تخلي الرئيس الأفغاني أشرف غني، عن السلطة وتشكيل إدارة انتقالية، فيما يبدو أنه انتصار لخطة طالبان التي استولت على الغالبية العظمى من الولايات الأفغانية، ونجحت في حصار كابول.
حصار كابول
وتهدف خطة طالبان إلى حصار العاصمة الأفغانية كابول، وطرد الحكومة المركزية منها، وهو ما تنجح فيه حتى الآن؛ حيث تحاصر المدينة من جميع الجهات، لكنها حذرت مقاتليها من القتال أو دخول المدينة بالقوة، وذلك بسبب كبر مساحتها واكتظاظها بالسكان، انتظارًا لمفاوضات جارية لتسلم المدينة سلميًا.
ولبحث مسائل تسليم السلطة، وصل وفد من حركة طالبان إلى القصر الرئاسي في كابول، وقالت الحركة، إنها تنوي تشكيل حكومة تخدم جميع الأطياف ولا تنوي الانتقام من أحد، ودعا المسؤولين الأفغان والرئيس أشرف غني، إلى التعاون معها.
وتؤكد تصريحات السلطة الأفغانية الرسمية، نيتها تسليم السلطة سلميًا إلى إدارة انتقالية وعدم رغبة في القتال داخل المدينة، وفقًا للقائم بأعمال وزير الداخلية الأفغاني، وهو ما يتوافق مع تصريحات حركة طالبان تقريبًا.
تسليم السلطة سلميا
وأكدت الحركة أن هناك محادثات تجري للدخول إلى العاصمة بشكل سلمي، وإتمام عملية الانتقال السلمي للسلطة بشكل آمن مع الحفاظ على الممتلكات وحياة المواطنين، وفق بيان للحركة اليوم.
وأعلنت الحركة عفوًا عامًا عن كل موظفي الحكومة في كابول، بما في ذلك العاملون في الأمن والجيش، وسمحت لهم بالعودة إلى منازلهم، مؤكدة أنها لن تعامل أي أحد بشكل انتقامي، مضيفة أن النظام الأفغاني القادم سيضم جميع الأفغان من كل الأطياف ومختلف الجهات، وأن حكومتها ستخدم الجميع، وفيما يتعلق بالنساء قالت إنه سيسمح لهم بالتعليم والعمل لكن مع ارتداء الحجاب.
أحمد جلالي لقيادة السلطة المؤقتة
وتفيد المؤشرات إلى اقتراب أحمد جلالي، وزير الداخلية الأفغاني السابق والمقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، من تولي إدارة السلطة الانتقالية في أفغانستان خلفًا للإدارة الحالية.
ونقلت شبكة CNN الأمريكية، أن كبير المفاوضين الأمريكيين طلب من حركة طالبان عدم دخول العاصمة كابول حتى انتهاء إجلاء المواطنين الأميركيين، ولحين تشكيل الحكومة الجديدة، لكن حركة طالبان كانت صرحت بأنها تريد تسلم المدينة في أقرب وقت ممكن.
وأكدت طالبان أنها تريد انتقالًا سريعًا للسلطة ودعت الرئيس غني، والمسؤولين في الإدارة الحالية إلى التعاون مع السلطة، فيما بدأ عدد كبير منهم مغادرة كابول عبر مطار العاصمة.
ومع هذه التطورات بدأت سفارات أجنبية، وعلى رأسها الولايات المتحدة إجلاء موظفيها من المدينة، وصرح أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، بأنه تم نقل موظفي السفارة إلى مطار كابول، وأن واشنطن حذرت طالبان برد قوي وسريع في حالة تعرضت للأمريكيين.